Series of Stories - Al-Munjid
سلسلة القصص - المنجد
Noocyada
نصرة الكافر لدين الله
نلاحظ كذلك أن من فوائد القصة: أن الله تعالى قد يقيض للداعية من ينصره من الكفار أكثر من المسلمين، ربما النبي ﷺ انتفع من حماية أبي طالب وهو كافر أكثر مما انتفع من حماية غيره من المسلمين، فقد دافع أبو طالب دفاعًا نفع النبي ﵊، دافع عنه عدد من الصحابة، لكن أبا طالب كان يمنعه من أذى الكفار أكثر بكثير مما كان يمنعه بعض الصحابة.
فالله ﷾ قد يقيض للداعية من يمنعه من الأذى ويحوطه ويدافع عنه، وهذا قد يكون من الأقرباء، وهذا فيه درس لنا أن الإنسان يهتم بأقربائه، لأن وشيجة القربى تلعب دورًا مهمًا في حماية الداعية ونصرته، وقد يكون للإنسان قريب كافر، ولكن ينتفع به انتفاعًا كبيرًا.
النبي ﷺ واجه مع اليهود في معركة بني النضير، ما هي قصتها؟ اتفق جماعة من اليهود على أن يطلبوا النبي ﵊ للمناظرة.
يقولون: اخرج إلينا -مثلًا- في ثلاثين من أصحابك، ونخرج إليك في ثلاثين منا، ثم يتلاقى ثلاثة معك، وتعرض ما عندك ونعرض ما عندنا، ولبس اليهود الثلاثة الخناجر للغدر بالنبي ﵊ وقتله، فأخبرت امرأة من اليهود أخًا لها من الأنصار، فأخبر النبي ﷺ، فعلم بالغدر، فلم يخرج إليهم، ثم ذهب وحاصرهم، وقاتلهم وأجلاهم.
إذًا: قد تكون القرابة حتى لو من الكفار تنفع نفعًا عظيمًا، فينبغي ألا يفوت القريب ولو كان كافرًا، وأن الإنسان يُحسن الصلة بأقربائه حتى الكفار، وأن بعض الكفار يمكن أن ينفعوا المسلمين، وينفعوا الدعوة من حيث لا يتوقع الإنسان، نعم لا يؤجرون على ذلك في الآخرة، لكنهم ينفعون، فلماذا يفوت مثل هذا؟!
3 / 8