204

Series of Ambitions - The Prelude

سلسلة علو الهمة - المقدم

Noocyada

علو همة النبي ﵊ في الجهاد
كان إمامهم الأوحد ورائدهم الأول في باب الجهاد -كما هو رائدهم في كل باب من أبواب الخير- خير من وطئ الحصى، رسول الله ﵌، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب:٢١].
ولا شك في أن رسول الله ﵌ كان أعلى البشر همة على الإطلاق؛ لأنه حاز من الكمال البشري أعلى قمة في كل وصف من صفات الكمال البشري.
كان أشجع الناس، وأقواهم قلبًا، وأثبتهم جنانًا، وقد حضر المواقف الصعبة المشهورة، وفر الكماة والأبطال عنه غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح، ﷺ.
وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة أو فترة، أما هو ﷺ فلم يفر قط، وحاشاه من ذلك ثم حاشاه ﵌، قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:٤]، فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله ﷺ أحسن الناس، وكان أجود الناس وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله ﷺ راجعًا وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لـ أبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا) يعني: يطمئنهم أنه بمجرد سماع هذا الصوت كان أسبقهم إلى الخروج ليراه، ثم رجع وهم بعد لم يشرعوا في الخروج ليستكشفوا ويستطلعوا هذا الصوت.
وعلي ﵁ من أشجع فرسان العرب على الإطلاق، يحكي شجاعة رسول الله ﷺ في الحروب فيقول: (كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله ﷺ، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي ﷺ وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا) ﷺ.
وقيل: كان الشجاع هو الذي يقرب منه ﷺ إذا دنا العدو لقربه منه.
وقال عمران بن حصين ﵄: ما لقي رسول الله ﷺ كتيبة إلا كان أول من يضرب الأعداء.

13 / 3