Seerah of the Noble Companion Mus'ab ibn Umair
سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
Daabacaha
دار الأوراق الثقافية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٥ هـ
Noocyada
وكان معه أخوه منصور بن عمير (١).
فعن ليلى بنت أبي حثمة ﵂، قالت: لما اجتمعوا على الخروج جاءنا رسول الله ﷺ فقال: «إن مصعب بن عمير قد حبسته أمه، وهو يريد الخروج الليلة فإذا رقدوا»، قال عامر بن ربيعة: فنحن ننتظره، ولا نغلق بابا دونه، فلما هدأت الرِّجْلُ جاءنا مصعب بن عمير فبات عندنا، وظل يومه حتى إذا كان الليل خرج متسللا ووعدناه فلحقه فيه، وأدركناه فاصطحبناه قال: وهم يمشون على أقدامهم، وأنا على بعير لنا، وكان مصعب بن عمير رقيق البَشَرِ ليس بصاحب رِجْلِهِ، ولقد رأيت رجليه تقطران دما من الرقة، فرأيت عامرا خلع حذاءه فأعطاه حتى انتهينا إلى السفينة فنجد سفينة قد حملت ذُرَةً وفرَّغت ما فيها جاءت من مَوْرٍ (٢) فتكارينا (٣) إلى مَوْرٍ، ثم تكارينا من مَوْرٍ إلى الحبشة، ولقد كنت أرى عامر بن ربيعة يَرِقُّ على مصعب بن عمير رِقَّةً ما يرقُّها على ولده وما معه دينار ولا درهم، وكان معنا خمسة عشر دينارا (٤).
ويتبين من هذا النص ما يأتي:
١ - عِظم ما لاقاه مصعب وسائر الصحابة ﵃ من صنوف الابتلاءات.
٢ - التعاون الكبير بين الصحابة ﵃ ووقوف بعضهم إلى جنب بعض في مثل هذه الظروف الصعبة، وأعظم ما اتصفوا به هو: خلق الإيثار.
_________
(١) ابن عبد البر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب،٤/ ١٤٧٥.
(٢) مور: قيل: هو اسم موضع، سمي به لِمَوْرِ الماء فيه: أي جريانه. مجد الدين الشيباني: النهاية في غريب الحديث والأثر، ٤/ ٣٧٢.
(٣) تكارينا: أي استأجرنا. أحمد مختار: معجم اللغة العربية المعاصرة، ٣/ ١٩٢٧.
(٤) أبو بكر بن أبي عاصم: الآحاد والمثاني، باب ليلى بنت أبي حثمة، ٦/ ٢٣٧، رقم ٣٤٦٩.
1 / 29