Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
Daabacaha
دار الهجرة
Noocyada
ثانيًا: تحريف الشريعة:
فصل الدين عن الدولة:
يحسن بنا قبل الخوض في هذا الموضوع أن نوطئ له بمقدمتين:
الأولى: عن الدين في نظر الروم طبيعته والتزاماته.
الثانية: عن حالة الشريعة الإنجيلية ومدى تطبيقها في واقع الحياة قبل أن يعتنقها الروم رسميًا.
أولًا: الدين في نظر الرومان:
نستطيع أن نقول: إن المجتمع الروماني (أي: الجنس الأبيض المستعمر) لم يكن له دين موحد يتعبد به، ولا فلسفة واحدة يؤمن بها، بل كان غارقًا في دياجير جاهلية كالحة متعددة الألوان مختلفة الأنحاء.
فالطبقة الحاكمة تشارك الشعب في أعياده الوثنية، وتخدم تماثيل الآلهة الكثيرة، بيد أنها لا تدين في الواقع بغير الشهوة العارمة للتسلط والرغبة الجامحة في الاحتفاظ بكرسي المملكة، لا سيما وأن الامبراطور نفسه كان (إلهًا) يعبده الشعب.
أما الطبقة المثقفة فأشتات متفرقة، منها أتباع المدرسة الرواقية الموغلة في التجريد والتصوف، ومنها مريدو المدرسة الأبيقورية المفرطة
1 / 53