Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
Daabacaha
دار الهجرة
Noocyada
يكذب بعضها بعضًا، ومائة وعشرون رسولًا، منهم من ألَّف أناجيل، ومنهم من كتب رسائل، ومنهم من كان يكرز (يعظ) من حفظه ومعلوماته ... وطوائف وفرق تجل عن الحصر تختلف في قضايا أساسية بالغة الأهمية، وكان عام (٣٢٥) يمثل معلما من معالم التاريخ البارزة، ففيه عقد مجمع نيقية الذي ابتدئت به صفحة جديدة في تاريخ الديانات العالمية، وأن هذا المجمع ليستحق أن يقف عنده المرء طويلًا.
إن أي مجمع أو مؤتمر يجب أن تتوفر فيه شروط خاصة -لاسيما إذا كان دينيا- ومن أوجب هذه الشروط:-
١ - حرية البحث والمناظرة، سواء في جدول أعماله أو صيغة قراراته، فلا تكون هنالك سلطة قاهرة تفرض على المجتمعين موضوعًا أو قرارًا بعينه مهما كانت.
٢ - نزاهة القصد وروح التفاهم، بأن يكون الوصول للحق هدفًا مشتركًا بين المجتمعين بدون تعصب أو إصرار.
٣ - اتخاذ قرارات سائغة ومنطقية مع اعتراف مقرريها بأنها عرضة للخطأ والصواب وقابلة للنقاش، وإلا جاز اتهامهم بالاستبداد الفكري.
وهذه الشروط -مع الأسف- مفقودة كليًا في هذا المجمع " المقدس":
فأولًا: لم يكن سبب انعقاده ذاتيًا نابعًا من الأساقفة أنفسهم، بل إن الامبراطور الرومانى " قسطنطين" هو الذي دعا إلى انعقاده وهو رجل وثني ظل وثنيًا إلى أن عُمِّد وهو على فراش الموت (١).
ثانيًا: حضر المجمع ألفان وثمانية وأربعون من البطاركة
_________
(١) انظر: اضمحلال الإمبراطورية الرومانية: جيبون (١/ ٥٦٤).
1 / 49