242

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

Daabacaha

دار الهجرة

Noocyada

لتحقيق المساواة الديمقراطية بين الناس هي الانخفاض بالجميع إلى المستوى الأدنى، وهكذا اختفت الشخصية (١).
ويؤيد رأيه هذا ما يقع فعلًا في الدول الديمقراطية عند الاقتراع على قضية اقتصادية مثلًا، حيث يكون نصيب عالم الاقتصاد الضليع صوتًا واحدًا فقط، وهو ما يحصل عليه الفرد المتوسط أو الجاهل، وغالبًا ماتكون النتيجة في غير صالح الأفراد الممتازين بسبب انسياق عامة الشعب وراء عواطفهم وخضوهم للتضليل الدعائي.
٧ - تعارض المصلحة الذاتية للفرد والجماعة:
هذا العيب يلقي ضوءًا على المحك الذي يظهر حقيقة أي نظام أرضي بشري، فالديمقراطية تدعى أنها النظام الأمثل لتحقيق المصلحة الفردية والجماعية بإتاحتها الفرصة للحصول عليها بطريقة قانونية.
لكن المشكلة تكمن في تعارض مصلحة الفرد ذاته - وكذلك الجماعة - بين اتخاذ هذا القرار أو ضده، إذ هو لا يستطيع التوفيق بين مطالبه الخاصة، كما أنه لا يستطيع التيقن من كون نتيجة القرار ستحقق هذه المطالب أو تنفيها.
ولنأخذ مسألة رفع الأجور مثلًا لذلك:
تطالب نقابات العمال دائمًا برفع الأجور - لكي تكسب أصواتهم - وهي إذ تطالب بذلك تعلم يقينًا أن رفعها يحقق للعمال مصلحة من جهة، لكنه يفوتها من جهة أخرى؛ لأنه يكون مصحوبًا بارتفاع الأسعار.
ومن ناحية أخرى يقول بيكر في سياق نقده لأسلوب التمثيل:
إن الناس جميعًا لهم مصالح كثيرة متعددة، حيث لا يمكن لجانب

(١) الإنسان ذلك المجهول (٣٠٦ - ٣٠٧).

1 / 250