129

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

Daabacaha

دار الهجرة

Noocyada

وقد جرؤ ادوارد الأول ملك انجلترا، وفيليب الجميل ملك فرنسا، على القول بأنه: "ليس من الضروري أن يخضع الملك للبابا لكي يحظى بالجنة في الآخرة، وأن كلاَّ منهما قد نوى أن يكون سيدًا في مملكته وأن شعبه يؤيده في هذه النية تمام التأييد" (١). إذن فقد كان غاية ما يطمح إليه أولئك أن تكف الكنيسة عن فرض وصايتها السياسية والدينية عليهم، دون أن يفكروا في تقويض بنيانها أو الخروج على تعاليمها. لكنهم كانوا في واد والكنيسة في واد، فقد كانت ترى أن خضوع الملوك لها ليس تطوعًا منهم، بل واجبًا يقتضيه مركزها الديني وسلطانها الروحي. جاء في البيان الذي أعلنه البابا " نقولا الأول" قوله: "إن ابن الله أنشأ الكنيسة: بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وأن أساقفة روما ورثوا بطرس في تسلسل مستمر متصل ... (ولذلك) فإن البابا ممثل الله على ظهر الأرض، يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع المسيحيين، حكامًا كانوا أو محكومين" (٢). أما البابا الطاغية "جريجوري السابع" فقد أعلن أن الكنيسة بوصفها نظامًا إلهيًا خليقة بأن تكون صاحبة السلطة العالمية، ومن حق البابا وواجبه -بصفته خليفة الله في أرضه- أن يخلع الملوك غير الصالحين، وأن يؤيد أو يرفض اختيار البشر للحكام أو تنصيبهم، حسب مقتضيات الأحوال". وسخر من الملوك والشعوب بقوله: "من ذا الذي يجهل أن

(١) تأريخ أوروبا في العصور الوسطى، فشر: (١/ ٢٦٠). (٢) قصة الحضارة: (١٤/ ٣٥٢).

1 / 135