180

Secrets of Eloquence - Ed. Mahmoud Shaker

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Daabacaha

مطبعة المدني بالقاهرة

Goobta Daabacaadda

دار المدني بجدة

Noocyada

الأشكال الظاهرة على متون الغُدران، كانت أشبه شيء بالحواجب إذا مُدَّتْ، لأن الحاجب لا يخفى تقويسُه، ومدُّه ينقُص من تقويسه، ومن لطيف ذلك أيضًا أعني الجمع بين الشكل وهيئةِ الحركة، قولُ ابن المعتزّ يصف وُقوع القَطْر على الأرض: بَكَرَتْ تُعِيرُ الأرْضَ ثوبَ شَبابِ ... رَجَبِيّةٌ محمودةُ الإسكابِ نَثَرتْ أوائلُهَا حَيًا فكأنَّه ... نَقْطٌ على عَجَلٍ بَبَطْن كتابِ وأمَّا هيئةُ الحركة مجرَّدةً من كل وصف يكون في الجسم، فيقع فيها نوع من التركيب، بأن يكون للجسم حركاتٌ في جهاتٍ مختلفةٍ، نحو أنَّ بعضها يتحرك إلى يمين والبعض إلى شمال، وبعضٌ إلى فوق وبعض إلى قُدّام ونحو ذلك، وكلما كان التفاوُتُ في الجهاتُ التي تتحرك أبعاضُ الجسم إليها أشدَّ، كان التركيب في هيئة المتحرِّك أكثر، فحركةُ الرَّحا والدُّولاب وحركة السهم لا تركيب فيها، لأن الجهة واحدةٌ، ولكن في حركة المُصْحف في قوله: " فانطباقًا مرَّةً وانفتَاحَا ". تركيبٌ لأنه في إحدى الحالتين يتحرك إلى جهة غير جهته في الحالة الأخرى،

1 / 182