142

Sciences of Rhetoric: Expression, Meaning, and Elegance

علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع

Daabacaha

*

Noocyada

٤- وإما لكمال فطنته حتى كأن غير المحسوس عنده محسوس، نحو:
تعاللت كي أشجى وما بك علة ... تريدين قتلي قد ظفرت بذلك١
أي: بقتلي، وكان من حقه أن يقول به لكنه ادعى أن قتله قد ظهر ظهور المحسوس، وإن كان المظهر غير اسم إشارة، فإما:
١- لزيادة تمكينه في ذهن السامع نحو: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ ٢، ونحو: ﴿الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ﴾ ٣، وقول الحماسي:
شددنا شدة الليث ... غدا والليث غضبان
٢- وإما للاستعطاف والخضوع الموجبين للشفقة، كقوله:
إلهي عبدك العاصي أتاكا ... مقرا بالذنوب وقد دعاكا
٣- وإما لإدخال الروعة والمهابة في نفس السامع نحو: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ٤، لاندراج كل كمال تحت لفظ الجلالة فأجدر به أن يكون موضع النكلان.
٤- وإما للتهكم والتعجب، نحو: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ٥، ثم قال بعد: ﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ ٦، فالغرض شد النكير عليهم والتعريض بأنهم حقا أهل التمرد والعناد.
التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي للدلالة على تحقيق وقعه، نحو: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ﴾، فقد جعل المتوقع الذي لا بد من وقوعه بمنزلة الواقع، ومثله التعبير عنه باسم الفاعل نحو: ﴿وَإِنَّ الدِّينَ ٧ لَوَاقِعٌ﴾ بدل يقع، أو باسم المفعول، نحو: ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ﴾ ٨ بدل يجمع.

١ تعاللت: ادعيت العلة، أشجى: أحزن.
٢ سورة الإخلاص الآية: ٢.
٣ سورة الحاقة الآية: ١.
٤ سورة آل عمران الآية: ١٥٩.
٥ و٦ سورة ص الآيات ١ و٢ و٤.
٧ أي: الجزاء حاصل، فوقوع الجزاء استقبالي "سورة الذاريات".
٨ سورة هود الآية: ١٠٣.

1 / 144