أوضاع الروم إبان عهد الرسالة :
ان أوضاع الروم لم تكن بأقل سوء من أوضاع منافستها « ايران » فالحروب الداخلية من جانب والمعارك الخارجية المستمرة مع « ايران » وصراعها الدائم المستمر مع الاخيرة على منطقة « ارمينية » وغيرها كل ذلك كان يهيء الناس في تلك البلاد للقبول بثورة جديدة يضع حدا لمآسيهم ومحنهم.
ولقد كان للاختلافات والمنازعات الطائفية والمذهبية النصيب الاكبر والأوفر في توسيع رقعة هذه الاختلافات ، والمنازعات.
فالحرب لم تتوقف أبدا بين الوثنيين والمسيحيين ولم تنطفئ شرارتها يوما ابدا.
فكان إذا غلب رجال الكنيسة على دست الحكم وأخذوا بمقاليده مارسوا أشد أنواع الضغط والأضطهاد بحق خصومهم ومنافسيهم الأمر الذي كان يساعد على إيجاد أقلية ناقمة من جهة ، كما ويمكن اعتبار ذلك عاملا مساعدا من جهة اخرى على تهيئة الشعب الروماني لاحتضان الدعوة الإسلامية ، وتقبلها.
لقد كان حرمان طوائف كثيرة ومختلفة ناشئا من ممارسات رجال الكنيسة الخشنة ومواقفهم المتزمتة.
هذا مضافا إلى أن اختلاف القساوسة والرهبان النصارى فيما بينهم من جهة ، وتعدد المذاهب من جهة اخرى كان يعمل على التقليل من هيبة الامبراطورية الرومانية وجرها إلى الضعف والوهن المتزايد يوما بعد يوم.
هذا بغض النظر عن أن البيض والصفر من سكان الشمال والمشرق كانوا يفكرون في السيطرة على المناطق الغنية من اوربة ، وربما ألحق أحدهما بالآخر خسائر فادحة وباهضة في الصرعات والمصادمات التي كانت تقع بينهما. وكان هذا هو نفسه السبب في أن تنقسم الامبراطورية الرومية إلى معسكرين : المعسكر ( أو القسم الشرقي ) والمعسكر ( أو القسم الغربي ).
ويعتقد المؤرخون أن أوضاع الروم السياسية ، والاجتماعية والاقتصادية في القرن السادس كانت مضطربة ، ومتدهورة جدا ، حتى أنهم لا يرون في غلبة
Bogga 98