75

ومن ذلك أن الرجل منهم كان إذا اختلجت عينه قال : ( أرى من احبه ) فأن كان غائبا توقع قدومه ، وإن كان بعيدا توقع قربه ، وقال أحدهم :

إذا اختلجت عيني أقول لعلها

فتاة بني عمرو بها العين تلمع

وقال آخر :

إذا اختلجت عيني تيقنت إنني

أراك وإن كان المزار بعيدا

وكانوا إذا لا يحبون لمسافر أن يعود إليهم أوقدوا نارا خلفه ويقولون في دعائهم « أبعده الله وأسحقه وأوقد نارا إثره » قال بعضهم :

صحوت وأوقدت للجهل نارا

ورد عليك الصبا ما استعارا

16 عقائدهم العجيبة في الجن وتاثيره :

كانت العرب في الجاهلية تعتقد في الجن وتأثير هذا الكائن في شتى مجالات حياتهم اعتقادات عجيبة وفي غاية الغرابة.

فتارة تستعيذ بالجن ، وقد إستعاذ رجل منهم ومعه ولد فاكله الأسد فقال :

قد استعذنا بعظيم الوادي

من شر ما فيه من الأعادي

فلم يجرنا من هزبر عادي

وعن الاستعاذة بالجن قال الله سبحانه في القرآن : « وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا » (1).

ومن ذلك إعتقادهم بهتاف الجن. ولهم في هذا المجال أساطير خرافية مذكورة في محلها.

ومن هذا القبيل إعتقادهم بالغول ، فقد كانت تزعم العرب في الجاهلية أن الغيلان في الفلوات ( وهي من جنس الشياطين ) تتراءى للناس ، وتغول تغولا اي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق ، وتهلكهم ، ومن هذا القبيل أيضا إعتقادهم بالسعالي!!

Bogga 79