والشكر لما وهب أصحابها من النعم والبركات ، غير ان هذا العمل كان في حقيقته نوعا من الإيذاء والإضرار بهذه الحيوانات ، لأنهم كانوا يهملونها ويحرمونها من العناية اللازمة فكانت تشقى بقية حياتها ، وتقاسي من الحرمان ، مضافا إلى ما كان يصيبها من التلف والضياع ، وما يلحق ثروتهم والنعم التي وهبها الله لهم من هذا الطريق من الضرر والخسارة.
والأسوأ من كل ذلك أنهم كما يستفاد من ذيل الآية كانوا ينسبون هذه المبتدعات المنكرات وهذا المنع والحظر إلى الله سبحانه وتعالى ، إذ يقول سبحانه : « ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب » وقد أعلم الله في مطلع الآية أنه لم يحرم من هذه الاشياء شيئا ، وأنهم ليكذبون على الله بادعائهم أن هذه الأشياء من فعل الله أو أمره.
وقد أشار القرآن إلى هذه الخرافات التي كانت تكبل عقول الناس في ذلك المجتمع إذ يقول : « ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم » (1).
4 الفساد الاخلاقي :
كان المجتمع الجاهلي العربي يعاني من فساد ذريع في الاخلاق وقد أشار القرآن الكريم إلى اثنين من أبرز وسائل الفساد ومظاهره هما : القمار ( الذي كانوا يسمونه بالميسر وانما اشتق من اليسر لأنه اخذ مال الرجل بيسر وسهولة من غير كد ولا تعب ) والخمر.
وقد بلغ شغفهم بالخمر أنهم أعرضوا عن قبول الإسلام واعتناقه لأنه يحرم تناول الخمر وشربه ، كما نقرأ ذلك في قصة الاعشى عما قريب.
يقول القرآن في هذا الصعيد : « يسألونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما اكبر من نفعهما » (2).
وقد استطاع القرآن الكريم عبر مراحل أربع أن يستأصل هذه العادة البغيضة
Bogga 45