العابرة تاركين الكلام باسهاب حولها إلى مجال آخر.
ولنعد إلى تبين الأسباب الظاهرية والباطنية لزواجها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
العلل الظاهرية والحقيقية وراء زواج خديجة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم :
إن الإنسان المادي الذي ينظر إلى كل ما يحيط به من خلال المنظار المادي ، ويفسره تفسيرا ماديا قد يتصور ( وبالاحرى يظن ) أن « خديجة » كانت امرأة تاجرة تهمها تجارتها ، وتنمية ثروتها ، ولأنها كانت بحاجة ماسة إلى رجل أمين قبل اي شيء ، لذلك وجدت ضالتها في محمد الصادق الامين صلى الله عليه وآله وسلم فتزوجت منه ، بعد أن عرضت نفسها عليه ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو الآخر حيث انه كان يعلم بغناها وثروتها ، قبل بهذا العرض رغم ما كان بينه وبينها من فارق في السن كبير.
ولكن التاريخ يثبت أن ثمة أسابابا وعللا معنوية لا مادية هي التي دفعت بخديجة للزواج بأمين قريش وفتاها الصادق الطاهر.
واليك في ما يأتي شواهدنا على هذا الامر :
1 عند ما سالت « خديجة » ميسرة عما رآه في رحلته من فتى قريش « محمد » فخبرها ميسرة بما شاهد ورأى من « محمد » في تلك السفرة ، وبما سمعه من راهب الشام حوله أحست « خديجة » في نفسها بشوق عظيم ورغبة شديدة نحوه كانت نابعة من اعجابها بمعنوية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكريم خصاله ، وعظيم أخلاقه ، فقالت من دون إرادتها : « حسبك يا ميسرة ؛ لقد زدتني شوقا إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إذهب فانت حر لوجه الله ، وزوجتك وأولادك ولك عندي مائتا درهم وراحلتان » ثم خلعت عليه خلعة سنية (1).
ثم إنها ذكرت ما سمعته من « ميسرة » لورقة بن نوفل وكان من حكماء
Bogga 270