262

عليه امر الناس حتى ماتت رحمها الله (1).

وعنه أيضا : أن « خديجة بنت خويلد » و « ابا طالب » ماتا في عام واحد ، فتتابع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلاك خديجة وابي طالب وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، وكان رسول الله يسكن اليها (2).

وقال أبو امامة ابن النقاش : ان سبق خديجة وتأثيرها في اول الإسلام ومؤازرتها ونصرتها وقيامها لله بمالها ونفسها لم يشركها فيه احد لا عائشة ولا غيرها من امهات المؤمنين (3).

وقد جاء في المنتقى : ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ما امر بأن يصدع بالرسالة صعد على الصفا ، وأخبر الناس بما أمره الله به فرماه أبو جهل قبحه الله بحجر فشج بين عينيه ، وتبعه المشركون بالحجارة فهرب حتى أتى الجبل ، فسمع علي وخديجة بذلك فراحا يلتمسانه صلى الله عليه وآله وسلم وهو جائع عطشان مرهق ، ومضت خديجة تبحث عنه في كل مكان في الوادي وهي تناديه بحرقة وألم ، وتبكي وتنحب ، فنظر جبرئيل إلى خديجة تجول في الوادي فقال : يا رسول الله الا ترى إلى خديجة فقد أبكت لبكائها ملائكة السماء؟ ادعها اليك فاقرأها مني السلام وقل لها : إن الله يقرئك السلام ، ويبشرها أن لها في الجنة بيتا من قصب لا نصب فيه ولا صخب فدعاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدماء تسيل من وجهه على الارض وهو يمسحها ويردها ، وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلي وخديجة هناك حتى جن الليل فانصرفوا جميعا ودخلت به خديجة منزلها ، فأقعدته على الموضع الذي فيه الصخرة واظلته بصخرة من فوق رأسه ، وقامت في وجهه تستره ببردها وأقبل المشركون يرمونه بالحجارة ، فاذا جاءت من فوق رأسه صخرة وقته الصخرة ، وإذا رموه من تحته وقته الجدران الحيط ، وإذا رمي من بين يديه وقته خديجة رضي الله عنها بنفسها ، وجعلت تنادي يا معشر قريش ترمى الحرة

Bogga 267