هذا محمد بن عبد الله ابن أخي زعم أن الله ارسله ، وهذه امرأته خديجة آمنت به ، وهذا الغلام علي بن أبي طالب آمن به ، وأيم الله ما أعلم على ظهر الأرض أحدا على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة (1).
وينبغي هنا أن نعطي لمحة عن مكانة خديجة في الإسلام تكميلا لهذه الدراسة.
خديجة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
لقد اكتسبت « خديجة » بفضل إيمانها العميق بالرسالة المحمدية ، وتفانيها في سبيل الإسلام وبسبب حرصها العجيب على حياة صاحب الرسالة وسلامته ، وعملها المخلص على انجاح مهمته ، ومشاركتها الفعالة ، في دفع عجلة الدعوة إلى الامام ، ومشاطرتها للنبي في اكثر ما تحمله من محن واذى بصبر واستقامة وحب ورغبة.
لقد اكتسبت خديجة بفضل كل هذا وغيره مكانة سامية في الإسلام ، حتى ان النبي ذكرها في أحاديث كثيرة وأشاد بفضلها ، ومكانتها وشرفها على غيرها من النساء المسلمات المؤمنات ، وذلك ولا شك ينطوي على اكثر من هدف.
فمن جملة الأهداف التي ربما توخاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الاشادة بخديجة عليها السلام الفات نظر المرأة المسلمة إلى القدوة التي ينبغي أن تقتدي بها في حياتها وسلوكها في جميع المجالات والأبعاد ، والظروف ، والحالات.
هذا مضافا إلى ما يمكن أن تقدمه المرأة وهي نصف المجتمع ( إن لم تكن اكثره أحيانا ) من دعم جدي للرسالة ، ماديا كان أو معنويا.
وفيما يلي نأتي ببعض الأحاديث الشريفة التي تعكس مكانة خديجة ، ومقامها ، ومدى إسهامها في نصرة الإسلام ودعم دعوته ، وإرساء قواعده.
1 عن أبي زرعة عن ابي هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] :
Bogga 260