252

فيها من عمه من الحدب والعناية.

وعند ما اقتربت قافلة قريش إلى « مكة » ، وصارت عند مشارفها ، التفت « ميسرة » غلام خديجة ، إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : « يا محمد لقد ربحنا في هذه السفرة ببركتك ما لم نربح في اربعين سنة ، فاستقبل بخديجة وابشرها بربحنا » فأخذ النبي باقتراح ميسرة ، وسبق القافلة العائدة في الدخول إلى مكة ، وتوجه نحو بيت « خديجة » بينما كانت خديجة جالسة في غرفتها ، فلما رأت النبي مقبلا عليها ، نزلت من منظرتها وركضت نحوه واستقبلته ، وأدخلته في غرفتها ، فخبرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما ربحوا ، ببيان جميل ، وكلام بليغ ، فسرت « خديجة » بذلك سرورا عظيما ، ثم قدم « ميسرة » في الأثر ، ودخل عليها ، وأخبرها بكل ما رآه وشاهده من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك السفرة من الكرامة والخير ، والخلق العظيم ، والخصال الكريمة ، ومن الامور التي كانت برمتها تدل على عظمة شخصيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وسمو خصاله (1)، ومن جملة ما حدثها به ميسرة هو أنه لما وقع بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين رجل تلاح وجدال في بيع قال له ذلك الرجل : إحلف باللات والعزى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما حلفت بهما قط ، وإني لأمر فاعرض عنهما (2).

وحدثها أيضا بأنه لما مر ببصرى نزلا في ظل شجرة ليستريحها فقال راهب كان يعيش هناك لما رأى النبي يستريح في ظل تلك الشجرة : « ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي » سأل عن اسمه ، فأخبره ميسرة باسمه فقال : « هو نبي وهو آخر الأنبياء ، إنه هو هو ومنزل الانجيل ، وقد قرأت عنه بشائر كثيرة » (3).

Bogga 257