8
فترة الشباب
في حياة النبي الأكرم
يجب ان يكون قادة المجتمع أقوياء شجعان ، لايرهبون أحدا ، ولا يخافون شيئا ، يمتلكون قوة روحية كبرى ، ويتمتعون بصبر عظيم. وإرادة قوية ، صلبة.
فكيف يستطيع الضعفاء والجبناء والمترددون ، وضعاف النفوس قيادة المجتمع ، والخروج به من المآزق والمشاكل ، وكيف يستطيعون أن يقاوموا اعداءهم ويحفظوا كيانهم وشخصيتهم من عدوان هذا أو ذاك؟!
إن لعظمة القائد الروحية ، ولقواه البدنية والنفسية تأثيرا عظيما وعجيبا في أتباعه وأنصاره ، فعند ما اختار الإمام امير المؤمنين عليه السلام أحد اصحابه المخلصين لولاية « مصر » كتب إلى أهل « مصر » المظلومين الذين ذاقوا الأمرين على ايدي ولاتهم السابقين كتابا ذكر فيه شجاعة هذا الوالي الجديد ، الروحية وقدرته النفسية الفائقة ، وإليك فيما يلي بعض الفقرات من ذلك الكتاب الذي يعكس الشروط والمواصفات الواقعية في القائد :
« أما بعد فقد بعثت اليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع ، أشد على الفجار من حريق النار ، وهو مالك بن الحارث أخو مذحج ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحق ، فإنه سيف من
Bogga 243