202

مؤاخذات وإشكالات على هذا البيان :

إن النتيجة التي توصل اليها المرحوم « الشهيد الثاني » ليست صحيحة ، كما أن المعنى الذي ذكره للنسيء لم يقل به من بين المفسرين إلا مجاهد ، واما الآخرون فقد فسروه بنحو آخر فلا يكون التفسير الذي مر قويا ، وذلك :

** اولا :

يخفى أن تغيير الحج في كل سنتين مرة واحدة من شأنه أن يسبب الالتباس لدى الناس ويوقعهم في الخطأ والاشتباه ، وبالتالي يتعرض ذلك الاجتماع العظيم ، وتلك العبادة الجماعية إلى خطر الزوال.

ولهذا يستبعد ان ترضى قريش والمكيون بان يخضع ما هو وسيلة لعزتهم وافتخارهم للتغيير والتبدل الذي من عواقبه ان يتعرض وقته وموعده للنسيان ، فيذهب ذلك الإجتماع ، ويزول من الاساس.

** ثانيا :

تكون ايام التشريق والحج في السنة التاسعة من الهجرة واقعة في شهر ذي القعدة لا جمادي الاولى في حين أن اميرالمؤمنين عليا عليه السلام كلف في هذه السنة بالذات بأن يقرأ سورة البراءة على المشركين في ايام الحج ، والمفسرون والمحدثون متفقون على أنه عليه السلام تلاها عليهم في العاشر من شهر ذي الحجة ثم امهلهم اربعة اشهر ابتداء من شهر ذي الحجة لا ذي القعدة (1).

** ثالثا :

في الاغلب ، على النهب والغارة لهذا كان من الصعب عليهم ترك الحرب ، في الاشهر الحرم الثلاث ( وهي ذوالقعدة وذوالحجة ، والمحرم ) لهذا ربما طلبوا من سدنة الكعبة بأن يسمحوا لهم بالقتال في شهر المحرم ، ثم يتركون

Bogga 207