187

« عبد الله » مع « آمنة » ردحا من الزمن حتى سافر إلى الشام للتجارة ، وعند عودته توفي اثناء الطريق كما ستعرف.

دور الأيادي المشبوهة في تاريخ الإسلام :

لا شك أن التاريخ سجل في صفحاته كل ما يتعلق بالشعوب والاقوام من نقاط مضيئة أو مظلمة ، كقصص للعبرة والعظة.

ولكن الحب والبغض تارة والتساهل والبدعة تارة اخرى وحب اظهار المقدرة وابراز القوة الأدبية تارة ثالثة وغير ذلك من العوامل والاسباب عملت عملها فتدخلت في جميع الأدوار والعصور في صياغة التاريخ ، وخلطت الغث بالسمين والحقيقة بالخرافة ، وتلك هي مشكلة كبرى تقع في طريق المؤرخ الذي يريد عرض حوادث التاريخ في أمانة وإستقامة ، ولذلك يجب عليه أن يميز الحق عن الباطل ، والصدق عن الكذب من خلال الأخذ بالموازين العلمية ، والممارسة الكاملة للتاريخ. ولقد كان للعوامل المذكورة تاثير ايضا في تدوين التاريخ الإسلامي ، فالأيادي المريبة المشبوهة عملت على تحريف الحقائق في هذا المجال ، بل وربما عمد بعض الاصدقاء بهدف تعظيم شأن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى نسبة بعض الامور التي يظهر عليها آثار الاختلاق والإفتعال إليه صلى الله عليه وآله وسلم وهو منها براء.

فقد جاء في التاريخ أن نور النبوة كان يسطع في جبين « عبد الله » والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم دائما (1)، كما نقرأ أن « عبد المطلب » كان يأخذ بيد ولده « عبد الله » في سنين الجدب والقحط ، ويصعد الجبل ويستسقي متوسلا إلى الله بالنور الذي كان بينا في جبين « عبد الله » (2) فهذا هو ما كتبه وسجله كثير من علماء الشيعة والسنة في مؤلفاتهم ، ونحن لا نملك اي دليل على عدم صحته.

ولكن هذه القصة وقعت أساسا لبعض الاساطير التى لا يمكن ان نقبل بها مطلقا

Bogga 191