Sayf Muhannad
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Noocyada
النصر والتمكين ، ترجرج خوفا كل من فيها من المفسدين ، فشرعت العصاة من الخوف على أنفسهم يتحرشون ، ظانين بأمهم يخلصون أنفسهم فيتخذصون ، هيهات هيهات لما لما توعدون، ولم يزل مولانا السلطان تابتا على سرجه كالأسد الكاسر ، للمقبل أمان وللمدبر آسر ، والعدو ما بين الأمزام والإدبار ، متيقن بالانخذال والانكسار ، ففى أول الأمر ناوشوا من الحمية الجاهلية والضلال ، ولم يدروا أن عاقبتهم للقيد والنكال ، وكل هذا ومولانا السلطان المؤيد تابت كالطود الراسخ ، والجبل الشامخ ، واقد أحسن القائل : ضجر الحديد من الحديد وشيخنا من نصردين محمد لويضجر حلف الزمان لياتين بمثله حنئت يمينك يازمان فكفر ولما نزل مولانا السلطان على دمشق بعسكره الزهراء ، رأيت حراس أبوابها مشتتين بترا ، وقد ضعفت قلوبهم وبالهم ، وتشتت شملهم وتلاشت حالهم ، فكأنم وقد نفخت فيهم الصور ، أو حشروا إلى يوم النشور ، وعلا السيف الشريف على المدينة وأهلها المفسدين ، وتحيزت البقية إلى القلعة هاربين ، ظانين بالنجاة وهى عنهم بعيدة ، وكيف ينجون ووراءهم الزمرة السعيدة ا ، ولم يلبث إلذ والقلعة قد وقعت فى القبضة الشريفة ، واستولت عليها الرآيات المنيفة ،
وقد نزل كبيرهم الضال نوروز ، ولسان حاله ينطق بالرموز ما أغنى عنى ماليه . هلك عنى سلطانيه ، ولما وقع هو ومن معه في القبضة الشريفة ، وظهرت أراوهم السخيفة ، اقتضت شروط السلطنة بفتوى الشريعة إعدام هولاء المفسدين تطهيرا للأرض ومن عليها من أهااين ، وحسما لمادة الفساد من البلاد والعباد ، فعند ذلك قطع رأس نوروز ومن معه من المفسدين ، قصار غبرة لبقية المتمردين ، وموعظة للطائعين المتقين ، ثم حمل رأس نوروز إلى القاهرة ، غبرة للطائفة الجائرة ، وكان وصوله يوم الخميس مستهل جمادى الأولى صحبة الأمير جرباش ، فشق وعلق فى باب المدرج .
ثم بباب الزويلة أياما ، ثم ذهب به إلى الإسكندرية . فهذا أقل جزاء من خالف أمر الرحمن بإطاعة السلطان ، قال الله تعالى في كتابه الكريم [أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ، وقال صلى الله عليه وسلم : اسمعوا وأطيعوا ولو ولى عليكم عبد حبشى كأن رأسه زبيبة وقد أمر الله تعالى في كتابه الكريم بقتل المفسدين وتطهير الأرض
منهم حيث قال في كتابه العزيز [إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
والمراد من هذا قطاع الطريق والسعاة الخارجون عن طاعة السلطان ، وقد أوعد الله لهم بشيئين : الخزى فى الدنيا ، والعذاب في الأخرة ، أما الخزى فى الدنيا فهو القتل والقطع والصلب ، وأما العذاب في الأخرة فهو نار جهنم ولقد أخبرتى ثقة أن هذه القضية كانت فى السابع عشر من ربيع الأخر ، ومن الغريب كان انتصاره على الناصر فى ربيع الأول من سنة خمس عشرة ثم لما أزال مولانا السلطان المؤيد المفسدين من الشام نظر فى أحوال أهلها ، فولى وعزل وقطع ووصل ، ودانت له البلاد ، وذلت له العباد ، وقصدته الخلائق من كل ناد ، ولقد أحسن القائل حيث يقول ، قصد الملوك جماك والخلفاء فافخر فإن محلك الجوزاء أنت الذى أمراوه بين الورى مثل الملوك وجنده أمراء ملك تزينت الممالك باسمه وتجملت بمديجه الفصحاء يبقى كما يبقى الزمان وملكه باق له ، ولحايديه فناء
دامت له الدنيا وذام مخلدا ما أقبل الإصباح والإمساء ثم إن مولانا السلطان خرج من ذمشق يوم الثلاثاء سادس جمادى الأولى وأقام ببرزة، إلى صبيحة يوم الخميس تامن الشهر ، ثم رحل إلى حلب ثم من حلب إلى أبلستين ، ثم إلى ملطية ، وولى عليها كزل ، وأنقذ أهلها من المتغلبين من تركمان ابن كبك ، ثم رجع منها إلى حلب واستمر بنائبها إينال الصصلانى ، ثم توجه إلى دمشق واستمر بنائبها قانباى المحمدى ، وولى على حماة تنبك البجاسى وعلى طرابلس سودون من عبد الرحمن ، وعلى غزة الأمير طرباى [ الظاهرى] ثم لما خرج من ذمشق أبى إلى القدس الشريف ، ثم توجه إلى الديار المصرية . ولما نزل على الخانقاه يوم الخميس الرابع والعشرين من شعبان أقام فيها إلى غرة رمضان ، ثم دخل القاهرة يوم الخميس مستهل رمضان ، وكان يوم طلوعه يوما مشهودا .
وفى يوم الخميس الثامن من رمضان خلع على الأمير ألطنبغا العثمانى ، واستقر أتابك العساكر بالديار المصرية عوضا عن الأمير يلبعا الناصرىي بحكم وفاته ، وكانت وفاته ليلة الجمعة الثاني من رمضان ،
وفى يوم الإثنين الثاني عشر منه مسك ثلائة من المقدمين وهم قجق [الشعبانىي ] حاجب الحجاب ، ويلبغا المظقرى وثمان تمرارق [ اليوسفي ] ، وسفروا إلى الأسكندرية صحبة الأميرصماى [ الحسنى ] . وفيه خلع على القاضى جمال الدين لأقفهسى ، واستقر قاضى القضاة المالكية بالديار المصرية ، عوضا عن القاضى شهاب الدين الأموى ، وكان مولانا السلطان قد عزله وهو فى دمشق وفى يوم الخميس الخامس عشر من رمضان خلع على سودون القاضى ، واستقر حاجب الحجاب بالديار المصرية عوضا عن قجق ، وعلى قشقار القردمى ، واستقر أمير مجلس ، وعلى جانبك الصوف رأس نوبة كبير ، واستقر أمير سلاح عوضا عن شاهين الأفزم بحكم وفاته ، وكانت وفاته فى الرملة ومولانا السلطان المؤيد في التجريدة ، وعلى الأمير كزل العجمى [ الأجرود ] ، واستقر أمير جندار
عوضا عن جرباش الكباشى بحكم نفيه إلى القدس بطالا وفى يوم الإثنين التاسع عشر من رمضان خلع على الأمير تنبك بيق واستقر رأس نوبة كبير عوضا عن جانبك الصوفى بحكم انتقاله إلى وظيفة أمير سلاح ، وعلى الأمير آقباى [المؤيدى ] الخازندار ، واستقر دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير جانبك [ المؤيدى ] الذى جرح في وقعة الشام ، وتوفى ومولانا السلطان ذاهب إلى حلب .
وفى يوم الإثنين السادس والعشرين منه خلع على الأمير بدر الدين بن المحب الذي كان نائب الإسكندرية ، واستقر استادار العالية على عادته عوضا عن فخر الدين [ عبد الغنى ] ابن أبى الفرج ، وكان قد تسحب ومولانا السلطان فى الشام ، واستقر فى نيابة الإسكندرية صماى الحسني ، وحج بالناس في هذه السنة الأميرجقمق [ الأرغون شاوى ] الذوادار الثاني
Bog aan la aqoon