Sayf Muhannad
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Noocyada
ثلات وثمانمائة ، وقدم إلى الذيار المصرية بعد هروبه من الأشر يوم الأربعاء السابع من شعبان من هذه السنة ، فجميع المدة من حين أبر إلى حين قدم إلى مصر أربعة أشهر واثنان وعشرون يوما ، فإذا صرفنا الإثنين والعشرين يوما إلى المسافة من أسره إلى قدومه تبق أربعة أشهر مذة أشره ، ولقد أخبرنى - نصره الله - أن هروبه كان في أرض الشام ، وأنه قاسى شدائد عظيمة من مشى وجوع وعطش وخوف ودوران في جبال بعلبك وطرابلس ، وأوديتها وصحراواثها إلى أن وصل إلى طرابلس - بعون الله تعالى . بخير وعافية - ثم ركب البحر الملخ إلى أن وصل إلى ساحل دمياط ، ثم خرج منه - بفضل الله تعالى ولطفه - وقدم الديار المصرية فى التاريخ المذكور ، واستمر مقيما في الديار المصرية إلى أن خلع عليه يوم الإثنين التامن عشر من رمضان من سنة ثلاث ، واستمر نائبا بطرابلس على عادته ، ثم سافر إليها بعد مذة ، واستمر فيها نائبا إلى شهر ربيع الأول من سنة خمس وثمانمائة ،
الأمير أقبغا الجمالى الأطروش يحكم عزله وإقامته بالقدس بطالا ، وتولى طرابلس الأمير دمرداس ، واستمر مولانا السلطان بدمشق حاكما إلى مدة تذكر آخرها إن شاء الله تعالى ثم فى أثناء هذه المدة ركب الأمير يشبك الشعبانى ،
ومعه جماعة من الأمراء على الملك الناصر ، ليلة الأحد الرابع من جمادى الأخرى من سنة سبع وثمانمائة ، فأخر الأمر انكسروا وهربوا إلى الشام ، وتلقاهم مولانا السلطان [المؤيد] وأنزلهم عنده ، وأحسن إليهم إحسانا جزيلا ، وكان مولانا السلطان قد أخرج الأمير توروز من حبس الصبيبة ، وكان الملك الناصر قد حبسه فيها ومعه قانباى العلائي ، وكان قد هرت من الحبس ، وآخر الأمر اتفقوا كلهم على المشى إلى القاهرة المحروسة ، وبعثوا وراء الأمير جكم ليتفق معهم، وكان متغلبا على حلب وطرابلس وحماة ، وكان هو أيضا في الحبس في قلعة وأطلقه فجاء إليهم ، وفى آثناء ذلك هرب نور وز من عند مولانا السلطان بعد أن عقد معهم وحلف ، وكان مولانا السلطان قد أنعم عليه بالدورة فى بلاد الشام ، فخرج وحصل جملة من الأموال والخيول ثم هرب . ثم إن الأمراء خرجوا من الشام في صحبة مولانا السلطان ومعه الأميرجكم والأمير قرا يوسف التركماني ، وتوجهوا إلى القاهرة المحروسة ، ووصلوا إلى الصالحية يوم
الأحد التاسع من ذي الحجة من سنة سبع وتمانمائة ، وخرج الملك الناصر يوم السبت الثامن من ذي الحجة . [و] فى ليلة الخميس الثالث عشر من ذي الحجة كبست العساكر الشامية على العساكر المصرية بأرض السعيدية قريبا من بلبيس ، فانكسرت المصرية ، وتفرقوا شغر بغر فقتل منهم خلق كثير وميكت القضاة الأربعة ، والخليفة ، وقريب من ثلاثمائة مملوك ، فأصبحت العساكر الشامية متوجهة إلى القاهرة ، فوصلوا قريبا من تربة قلمطاى يوم الأحد السادس عشر من ذي الحجة ، ثم فى أول النهار كان الظهور للشاميين ، ولكن خامر جماعة منهم وطلبوا الأمان من الناصر ، وهم جمق نائب كرك ، والأمير آسنباى [المعروف بالتركمانى ] وسودون الحمزاوى ، وإينال حظب ، ويلبغا الناصرى ، فكلهم دخلوا المدينة واجتمعوا بالناصر ، وهرب الأمير يشبك ، لالشعباني ] وتمراز [الناصرى] وجركس [القاسمى المصارع] )
واختفوا فى المدينة ، ولم يبق في العساكر الشامية إلا مولانا السلطان والأمير جكم والأمير قرا يوسف التركمانى ، فعند ذلك ردوا وساقوا إلى أن وصلوا إلى ذمشق ، واستقر مولانا السلطان بالشام على عادته ، وذهب الأمير جكم إلى حلب ، واستمر عليها على عادته ثم فى شهر ذى الحجة يوم الإثنين الخامس منها من سنة ثمان وثمانمائة كانت وقعة عظيمة بين مولانا السلطان وبين الأمير جكم على أرض رستن بين حماة وحمص ، فظهر جكم ، ورجع مولانا السلطان ، قيل كان ذلك من شؤم دمرداش - وكان مع مولانا السلطان - فجاء مولانا السلطان إلى القاهرة ومعه ذمرداش المحمدى ، والأمير خير بك نائب غزة ، وألطنبغا العثمانى حاجب الحجاب بالشام ، والأمير يونس الحافظى ، وسودون الظريف وغيرهم . وكان قدومه يوم الإثنين الثالت من صفر من سنة تسع [ وثمانمائة ] وفى يوم الخميس السادس من صفر خلع الملك الناصر على مولانا السلطان ، واستقر فى نيابة الشام على عادته ، وخلع أيضا على ذمرداش أيضا ، واستقر فى نيابة حلب على عادته وفى يوم الإثنين مستهل ربيع الأول من سنة تسع خرج مولانا السلطان ومعه ذمرداش ومعهما من أمراء مصر سودون
الطيار أمير سلاح ، وسودون الحمزاوى الدوادار الكبير ثم فى يوم الإثنين الشامن من ربيع الأول خرج الناصر بعساكره ورحلوا ، فوصلوا ذمشق يوم الإثنين سابع ربيع الأخر - ومولانا السلطان حاكم بالشام على عادته - ثم خرج مع السلطان إلى حلب ، وهرب الأمير جكم ومن معه إلى أن عذوا الفرات ، وأقام السلطان هناك مدة، ثم رجع إلى القاهرة واستمر مولانا السلطان على الشام على عادته ، ثم عاد الأمير جكم بمن معه إلى حلب ، قبل وصول الناصر إلى دمشق ، فلما خرج الناصر من ذمشق متوجها إلى القاهرة ، هرب منه الأمير سودون الحمزاوى ، وتحصن بقلعة صفد ، ثم إن مولانا السلطان الملك المؤيد لما رأى أن جكم جمع جموعا ، وجهز عساكر كثيرة ، واجتمع عنده جماعة من المفسدين وحرضوه على تولية السلطنة فأجامم إلى ذلك ، وعقدوا له ، وخطبوا له ، ولقبوه بالعادل ، تحيل إلى أن أخذ قلعة صفد ، وانتقل من الشام إليها ، وهرب [ سودون ] الحمزاوى إلى غزة ، وكان فيها جماعة من الأمراء ، منهم الأمير إينال بأي [ بن قجماس ] وكان قد هرت من القاهرة ،
والأمير يشبك بن أزدمر ، وتغلب نوروز على الشام من جهة جكم ، وخطبوا باسمه من غزة إلى أقضى بلاد حلب ما خلا صفد ، لوجود مولانا السلطان فيها . وكأن القدر يقول ، ياجكم لاتغتر بهذا الأمر الذى أنت فيه ، فإن هذا لايتم لك ، وإنما السلطان عند الله وعند الناس هو الملك الذى في صفد واستمر السلطان المؤيد فيها ، إلى أوائل سنة عشر - على ما نذكره إن شاء الله تعالى وأما ما كان من أمر جك فإنه جمع جموعه ، وتوجه نحو قرا يلك التركمانى ، وهم نازلون في السوق على مدينة آمد فأخر الأمر قتل جك هناك وقتل معه الملك الظاهر مجد الدين عيسي صاحب ماردين ، وحاجبة فياض ، والأمير ناصر الدين [ محمد ] بن شهرى حاجب الحجاب بحلب - كان - والأمير أقمول نائب عينتاب وغيرهم . وكانت الوقعة يوم السابع والعشرين من ذى القعدة من سنة تسع وثمانمائة وأما الأمراء الذين كانوا بغزة فإن مولانا السلطان المؤيد
ركب إليهم من ضقد ، وكبس عليهم على أرض جديدة ، وأشبك بينهم قتال إلى أن قتل إينال باى [بن قجماس] ، ويونس الحافظى نائب حماة - كان - وسودون قرناص ، ومسك الأمير سودون الحمزاوى ، وهرب يشبك بن أزدمر ، وكانت الوقعة يوم الخميس الرابع من ذي الحجة سنة تسع [ وثمانمائة ] ثم إن السلطان الناصر خرج إلى الشام يوم الجمعة الثاني من صفر من سنة عشر ، ونزل إليه مولانا السلطان [المؤيد ] من صفد ، وذهب معه إلى دمشق ثم إن الشيطان قد نزع بالناصر ووسوس له ، مع تحريك من المفسدين له ، إلى أن قبض على أتابك العساكر ومعه مولانا السلطان المويد واعتقلهما الناصر بقلعة دمشق ، ثم إن الله تعالى من على يشبك بالخلاص ببركة مولانا السلطان ، وذلك أن السلطان لما اعتقلهما وأراد بهما السوء ، قال له لسان الحال : مهلا أيها الناصر هذا الذى تريده بالسوء هو الذى سماه الله تعالى مؤيدا ، وجعله سلطانا عوضك فلا تقدر عليه ، فلا تتعب قلبك بقلبك، فإن هذا أمر قدتم ، وقضاء قد سبق ، وسعادة مولانا السلطان
التى حرسته ، وسلطنتة التي قدرت له قد أنجته ، ولقد أحسن الشاعر فى قوله ، وإذا السعادة أحرستكعيونها نم فالمخاوف كلهن أمان وأصطد بها العنقاء فهى حبالة واقتد ما الجوزاء فهى عنان ومن آثار تلك السعادة سخر الله له نائب القلعة ، وهو الأمير منتوق ، حتى أنزلهما من القلعة فى ظلمة الليل ، ونزل معهما ، وقذى نفسه لهما ، ثم علم الناصر بذلك ، فأرسل وراءهم جماعة فأدركوا منتوقا وقتلوه ، وصاحب السعادة قد فات بسعادته ، لأمر قدره الله له ثم خرج الناصر من ذمشق متوجها إلى القاهرة ، بعد أن أرسل خلعة نيابة الشام إلى نوروز ، وهو مقيم بحلب عند تمربغا المشطوب المتغلب عليها ، ثم بعد ذلك عاد مولانا السلطان [المؤيد] إلى ذمشق ، وطرد نائب الغيبة مما من جهة نوروز ، وهو بكتمر شلق ، ثم خرج منها إلى ناحية شيزر ، ثم عاد إلى إلى الشام وظهر عليها .
ثم فى محرم سنة آثنى عشرة وثمانمائة عاد الناصر
Bog aan la aqoon