84

Ugaadhsiga Fikirka

صيد الخاطر

Daabacaha

دار القلم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

دمشق

أما قالت ابنة الربيع بن خثيم له: ما لي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام؟! فقال: إن أباك يخاف عذاب البيات؟! أما كان أبو مسلم الخولاني١ يعلق سوطًا في المسجد يؤدب به نفسه إذا فتر؟! أما صام يزيد الرقاشي٢ أربعين سنة، وكان يقول: وا لهفاه! سبقني العابدون، وقطع بي؟! أما صام منصور بن المعتمر٣ أربعين سنة؟! أما كان سفيان الثوري يبكي الدم من الخوف؟! أما كان إبراهيم بن أدهم يبول الدم من الخوف؟! أما تعلمين أخبار الأئمة الأربعة في زهدهم وتعبدهم، أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد؟! احذري من الإخلاد إلى صورة العلم مع ترك العمل به، فإنها حالة الكسالى الزمنى: وخذ لك منك على مُهْلَةٍ ... ومقبل عيشك لم يدبر وخف هجمةً لا تقيل العثار ... وتطوي الورود على المصدر٤ ومثل لنفسك أي الرعيل ... يضمك في حلبة المحشر٥

١ عبد الله بن ثوب الخولاني: ريحانة الشام وحكيم الأمة، تابعي فقيه، عابد زاهد، ولد باليمن، أسلم قبل وفاة النبي ﷺ ولم يره، وهاجر إلى الشام، ووفاته بدمشق، وقبره بداريا، توفي سنة "٦٢هـ". ٢ يزيد بن أبان الرقاشي البصري القاص الزاهد أبو عمرو، توفي بين سنتي "١١٠-١٢٠هـ". ٣ السلمي الكوفي، أبو عتاب الحافظ الثبت القدوة، أحد الأعلام، توفي سنة "١٣٣هـ". ٤ في حاشية الأصيل: في هامش الهندية: الروابي، بدل الورود. ٥ في حاشية الأصيل: في هامش الهندية: الرعيل بالعين المهملة والياء المثناة التحتية قال في النهاية: يقال للقطعة من الفرسان: رعلة، ولجماعة الخيل: رعيل.

٤١- فصل: في غلو بعض المتزهدين ٢١٢- مما يزيد العلم عندي فضلًا: أن قومًا تشاغلوا بالتعبد عن العلم، فوقفوا عن الوصول إلى حقائق الطلب.

1 / 86