164

Ugaadhsiga Fikirka

صيد الخاطر

Daabacaha

دار القلم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

دمشق

تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: ١٠٣]، قال ﷺ: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، وقال: "ما نفعني مال كمال أبي بَكْرٍ". وكان أبو بكر ﵁ يخرج إلى التجارة، ويترك رسول الله ﷺ، فلا ينهاه عن ذلك.
٤٨٢- وقال عمر بن الخطاب ﵁: "لأن أموت بين شعبتي جبل، أطلب كفاف وجهي؛ أحب إلي من أن أموت غازيًا في سبيل الله".
٤٨٣- وكان جماعة من الصحابة ﵃ يتجرون، ومن سادات التابعين سعيد بن المسيب، مات وخلف مالًا، وكان يحتكر الزيت١. وما زال السلف على هذا.
٤٨٤- ثم قد تعرض نوائب -كالمرض- يحتاج فيها إلى شيءٍ من المال، فلا يجد الإنسان بدًّا من الاحتيال في طلبه٢، فيبذل عرضه أو دينه.
٤٨٥- ثم للنفس قوة بدنية عند وجود المال، وهو معدود عند الأطباء من الأدوية، حكمة وضعها الواضع.
٤٨٦- وإنما نبغ أقوام، طلبوا طريق الراحة، فادعوا أنهم متوكلة، وقالوا: نحن لا نمسك شيئًا، ولا نتزود لسفر، ورزق الأبدان يأتي! وهذا على مضادة الشرع: فإن رسول الله ﷺ نهى عن إضاعة المال٣، وموسى ﵇ لما سافر في طلب الخضر تزود٤، ونبينا ﷺ لما هاجر تزود٥، وأبلغ من هذا قوله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: ١٩٧] ٦.
ثم يدعي هؤلاء المتصوفة بغض الدنيا، فلا يفهمون ما الذي يبتغي أن يبغض، ويرون زيادة الطلب للمال حرصًا وشرهًا!!

١ رواه أحمد "٣/ ٤٥٤"، وسيأتي في الفصل "١٠٩" عن سعيد بن المسيب: أنه كان يتجر في الزيت.
٢ في الأصل: طلبته.
٣ رواه البخاري "٢٤٠٨"، ومسلم "٥٩٣" عن المغيرة ﵁.
٤ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا﴾ [الكهف: ٢٦] .
٥ رواه البخاري "٣٩٠٥" عن عائشة ﵂.
٦ قال ابن عباس: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: ١٩٧]، رواه البخاري "١٥٢٣" وغيره.

1 / 166