Codka Gunta
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Noocyada
Grinker
وأريتي
Arieti
على أن المدخل إلى مشكلة الفصام ينبغي ألا يكون أحادي السبب (كاضطراب كيميائي مثلا، أو كاضطراب إما جيني وإما بيئي، أو كنتيجة لديناميات نفسية من قبيل الرسالة المزدوجة ... إلخ) بل يجب أن يكون مدخل أنظمة يأخذ بالاعتبار كثيرا من المستويات والعوامل المتفاعلة.
يترتب على ما قلناه آنفا أن نظرية التعلم في صورتها التقليدية، أي القائمة على التشريط الكلاسيكي أو الإجرائي (التدعيم الإيجابي والسلبي) تحتاج إلى إعادة نظر؛ فهي لا تفسر سلوك الحيوان في الحالة البرية حيث يتم تعلم السلوك التكيفي بدون تدعيم إيجابي وبدون تكرار كثير. وهي تفسر بعض جوانب التعلم الإنساني ولكنها تفشل في تفسير التعلم بالاستبصار أو بالنفاذ إلى المعنى. ولا توجد نظرية في الوقت الحالي تضطلع بتفسير جميع جوانب التعلم، غير أن الحاجة ملحة لمثل هذه النظرية، ليس من أجل السيكولوجيا النظرية فحسب بل من أجل الطب النفسي أيضا، بعد أن تبين دور عمليات التعلم في نشأة العصاب والذهان، وبعد أن تبين دور العلاج السلوكي وتبينت حدوده أيضا.
يبدو مدخل الأنظمة مثمرا بشكل خاص في العلاج الجمعي والأسري وفي طب نفس المجتمع، حيث تم استخدامه على نطاق واسع.
يدخل منهج الأنظمة بشكل ضمني في شطر كبير من الممارسة الطبنفسية. غير أن المبدأين الأساسيين التاليين يشكلان توجها جديدا: (1)
أن المرض النفسي (وكذلك العلاج) ليس شيئا أحادي السبب، بل هو شيء قوامه عمليات تجري في «كل» ذي أنظمة متعددة متفاعلة شديدة التعقيد. (2)
هذا الكل أو النظام ليس سلبيا أو شبيها بالروبوت، وليس آلة معتمدة على البيئة تعمل بآلية «المؤثر-الاستجابة»، بل هو نظام نشط إيجابي ينبغي أن توظف إمكاناته وطاقاته في الحياة السوية وفي العملية العلاجية.
هذان المبدآن يشكلان كما قلنا توجها جديدا في الطب النفسي أخذ يتبعه الكثير من الممارسين ويجدون في نظرية الأنظمة إطارا نظريا لعملهم.
Bog aan la aqoon