Codka Gunta
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Noocyada
لقد ذاب قدر كبير من عمل هؤلاء، باستثناء ما هو موغل في النسبية، في التيار الرئيسي لفلسفة العلم، وبقيت المسائل النسبية رغم ذلك تبرز إلى السطح في مباحث سوسيولوجية العلم وفي المناحي الجديدة من فلسفة العلم، ومن الأفرع المرتبطة بها مثل الدراسات الثقافية.
العقيدة
يذهب إميل دوركايم رائد علم الاجتماع الفرنسي إلى أن للعقيدة سطوة كبيرة في تشكيل سائر جوانب الحياة الإنسانية. إن شطرا كبيرا من حياتنا الإدراكية والاجتماعية يتأثر بشدة بالعقيدة. إن مفاهيم أساسية من مثل الجنس والنوع بل المنطق نفسه ترفده الأفكار والممارسات الدينية. كان دوركايم نفسه على قناعة بأن عقائد بني الإنسان هي من التقارب بحيث إن هذه المفاهيم المستقاة منها تبلغ أن تكون متطابقة عبر الثقافات. غير أننا إذا ضممنا فكرته عن سطوة العقيدة إلى الوقائع الوصفية عن تباين الثقافات والعقائد لخلصنا إلى نوع معين من النسبية.
ويقول رائد علم الاجتماع الألماني ماكس فبر إن الملامح المختلفة العديدة للبروتستانتية قد أفضت إلى ضرب من العقلانية الأداتية. وهذا يتضمن التحرر من شعوذة العالم القديم بكل قواعده وتنظيماته وكل ذلك الجهاز الموحش من القياس وبيروقراطية الكتاب والاحتكام العبودي إلى النص في كل كبيرة وصغيرة.
وتتجلى سطوة العقيدة على طرائق التفكير حين نلتفت إلى ثقافات معينة تضطلع فيها العقيدة بدور مهيمن يفوق ما هو معهود في الثقافات الغربية. في الثقافات التقليدية ليس هناك فصل بين الكنيسة والدولة، فالكاهن أو الشامان هو السلطة النهائية في كل شيء تقريبا، والأخلاق والقانون والعقيدة هي خيوط متضافرة بإحكام. وفي ظل العقيدة «الإحيائية»
animistic
تبدو الطبيعة كلها حية مشخصة قادرة على إلحاق الأذى. في مثل هذه الأوضاع قد يكون أثر العقيدة على أساليب الإدراك والتفكير والخبرة قويا بالغ القوة.
النوع الجنسي، والعنصر، والطبقة الاجتماعية
في كثير من المجتمعات تعامل بعض الجماعات الإثنية، أو بعض الطبقات الاجتماعية، أو نوع جنسي (هو الإناث) معاملة مختلفة عن الجماعات أو الطبقات الأخرى أو الجنس الآخر. وهي بذلك توضع موضعا آخر يقال إنه يؤدي إلى فروق هامة في طرائق التفكير ونماذج التقييم. وفضلا عن ذلك فإن الطرف المسيطر قد يسفه، عن وعي أو بغير وعي، أو يقمع هذه النماذج وتلك الطرائق الخاصة بالطرف المقهور. ومما لا شك فيه أن إفساح المجال للجميع لكي يوضح وجهة نظره يعد خطوة تجاه تحقيق القوة والمساواة.
ولعل طرح ماركس لمسألة «الأيديولوجيا» هو من البواكير الأولى لهذا الفصيل من الآراء. غير أن هذا الموضوع قد تم تطويره بطرق عديدة على يد مفكرين لاحقين. وقد اتصلت هذه الأفكار عند بعضهم، مثل ميشيل فوكوه، اتصالا وثيقا بمسألة الهيمنة والسلطة.
Bog aan la aqoon