Codka Gunta
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Noocyada
Neurath’s boat ): إن بإمكاننا تغيير السفينة جزءا جزءا مستندين على الأجزاء التي لا تتغير فيها من أجل ثبات السفينة أثناء التغيير. غير أننا لا نملك أن نعيد بناء السفينة برمتها دفعة واحدة.
كذلك الحال بالنسبة لأطرنا التصورية؛ فبالإمكان أن نغيرها بالتدريج جزءا جزءا، ولكن ليس بإمكاننا أن نغير أسطرا كبيرة منها دفعة واحدة. إننا إذن لا نملك تصورات أو مبادئ نستخدمها في إنجاز عملية التغيير، لا نملك، على سبيل المثال، معايير نحكم بها ما إذا كان تعديلان مقترحان هما متسقين أحدهما مع الآخر! (6) «عوامل أخرى»:
الأطر العلمية
Scientific Frameworks
في الستينيات من القرن العشرين حدثت ردة فعل من جانب مؤرخي العلم وفلاسفته ضد ما كانوا يرونه في فلسفة العلم السائدة آنذاك من إفراط في النزعة الصورية وغياب للبعد التاريخي في دراسة العلم وفهمه. كان على رأس هؤلاء الثائرين من فلاسفة العلم ن. ر. هانسون، وستيفن تولمن، وبول فييرابند، وتوماس كون مؤلف «بنية الثورات العلمية» الذي بيع منه مليون نسخة. لم يعتبر أي واحد من هؤلاء - باستثناء فييرابند في بعض حالاته المزاجية - نفسه من النسبيين، غير أن العديد من أطروحاتهم [وبخاصة أطروحة «التحميل النظري»
theory-ladenness
للإدراك الحسي وأطروحة «اللامقايسة» (اللاقياسية)
incommensurability
وأطروحة استحالة تحديد مدى مطابقة نظرية ما للوقع] كانت توحي لكثير من قرائهم بنتائج نسبية.
لا تبلغ النظرة العلمية للمرء مبلغ الثقافة واللغة من حيث الشمول والإحاطة والتغلغل في تضاعيف حياته، ومن ثم فقد كانت الأطروحات النسبية التي بزغت في كتابات هؤلاء الفلاسفة فرعية ومحدودة بالنسبة لأطروحات النسبيين اللغويين والثقافيين. لقد قدموا حججهم بحصافة ودقة، وكانت أمثلتهم مستقاة من مراحل من تاريخ العلم، وأمكنهم تقييمها دون حاجة إلى اللجوء إلى ثقافة أخرى أو إلى ضرورة التمكن من لغة أجنبية.
Bog aan la aqoon