Codka Gunta
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Noocyada
formal operational ، كما يتجلى في مهام اختبارات بياجيه لا يظهر في العديد من الثقافات، وبخاصة تلك الي لا يوجد فيها تعليم مدرسي رسمي.
97
حاول بياجيه التوفيق بين فكرته عن عالمية مراحل النمو الإدراكي من ناحية وبين الحقائق التي كشفت عنها الدراسات عبر-الثقافية من وجود تفاوت بين الثقافات من حيث النمو الإدراكي. قدم بياجيه ثلاثة أسباب ممكنة للتنوع الملاحظ في معدلات التغير في عمليات التفكير العياني والتجريدي (الصوري) ودرجة إجادة كل منهما؛ الأول أن هناك احتمالا بأن بعض الثقافات يقدم جملة من التنبيه الذهني أكبر مما يقدمه البعض الآخر، والثاني أن العمليات الصورية قد تكون نوعا من التخصص أشبه بأحد الفروق الفردية في الذكاء والذي يسمح لبعض الأشخاص أن يوغلوا في بعض مجالات المعرفة بصورة أعمق من الآخرين. والاحتمال الثالث، وهو الاحتمال المفضل عند بياجيه، هو أن نفترض أن كل الأفراد تصل إلى مرحلة عالمية من تفكير العمليات الصورية، ولكن العمليات الصورية تظهر أولا (وإن لم يكن فقط) في تلك المجالات التي يتخصص فيها الراشد (وهو الذي أطلق عليه هاريس وهيلاس اسم «مذهب البناء الموضعي»
local constructivism . وهناك جهود في الوقت الحاضر لإعادة صياغة نظرية بياجيه عن مراحل النمو الإدراكي التي افترض عموميتها بحيث تتلاءم مع الأدلة التي تشير إلى وجود فروق ثقافية في هذه المراحل: يميل الاتجاه العام في كل من الدراسات عبر الثقافية إلى فرض وجود كل من استعداد عالمي مرتبط بنضج الجهاز العصبي وفروق تعود إلى السياق أو المجال ناشئة عن اختلافات في كثافة الخبرة محكومة بدورها بأنماط مختلفة من النشاط الثقافي والقيم الثقافية.
98
المدرسة التاريخية الثقافية
تنحو المدرسة التاريخية الثقافية إلى عدم الاقتصار على فهم العقل كجهاز معالجة معلومات مركزي عمومي، إنما العقل كيان «انبثاقي» يبزغ من خلال النشاط العملي المشترك بين الناس؛ إنه النتاج المنبثق من امتزاج جوانب الخبرة المباشرة - الطبيعية مع الجوانب غير المباشرة - الثقافية. ليس العقل شيئا «عالميا»
universal
أو «ماهويا»
essential
Bog aan la aqoon