Codka Gunta
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Noocyada
Ethical Relativism »: يولد كل إنسان في كنف جماعة أو زمرة اجتماعية يستقي منها مجموعة ضخمة من القواعد والمعايير والقيم. يطلق الأنثروبولوجيون على هذه الزمر الاجتماعية الأساسية اسم القبائل أو العشائر
tribes ، ويطلقون على العملية التي يصير بها الفرد عضوا ذا مكان ومنزلة داخل عشيرته اسم «التثقف» أو «الإثقاف»
enculturation ، ونحن خلال مسيرة التثقف نتشرب جميع أنواع القيم، ونتعلم أن نردد - بتوافق مع جيراننا - «هذا حسن»، «هذا لطيف»، «هذا سيئ»، «هذا فظيع»، «هذا مقزز»، «هذا سار»، «هذا مزعج» ... إلخ. وهناك عشائر قد تكون (أو كانت في يوم من الأيام) على غير دراية بوجود عشائر أخرى لها صيغ أو أشكال مختلفة من الحياة
70
على أن معظم الناس في العالم الحديث على وعي حاد بوجود شعوب أخرى تتبع قواعد مغايرة وتجل قيما مختلفة. وقد اكتشف الأنثروبولوجيون أيضا أنه ما من صيغة (صورة/شكل) حياتية، حتى تلك المغايرة لصيغتنا كل المغايرة، إلا ويمكن أن نقدرها داخل إطارها الخاص وفي لغتها الخاصة. ولا يمكن أن ننبذها بوصفها «بدائية» أو «لا معقولة». كل ذلك يؤلف ما أصبح يسمى ب «الوعي الأنثروبولوجي».
هل يترتب على هذا «الوعي الأنثروبولوجي» أي شيء مثير للاهتمام من الوجهة الفلسفية؟ يجيب بعض الفلاسفة: كلا؛ إننا نبدأ من حيث نبدأ ثم نتقدم، مستخدمين العقل والحجة والنقد، نحو قواعد وقيم يمكن الدفاع عنها عقليا، بينما يرى فلاسفة آخرون أننا مهما تكن قدرتنا على استعمال العقل والحجة والنقد فنحن لا يمكننا أن نقدم دفاعا عن قواعدنا وقيمنا يكون من الموضوعية والنزاهة والبعد عن التحكم والتعسف بحيث يدفع أي شخص من أية ثقافة إلى قبوله والتسليم به.
تشتمل حياتنا الأخلاقية على مبادئ وقواعد والتزامات وحقوق وواجبات ومثل وقيم وطرائق تبرير الدعاوى الأخلاقية ونقدها، وأشياء أخرى كثيرة بلا ريب. ومن الجائز أن يكون المرء نسبيا تجاه بعض هذه الأشياء (عناصر الحياة الصالحة على سبيل المثال) وغير نسبي في أشياء أخرى (الحقوق على سبيل المثال).
النسبية الأخلاقية الوصفية هي الدعوى الإمبيريقية القائلة بأن الجماعات المختلفة تختلف بالفعل في بعد أو أكثر من الأبعاد الأخلاقية. من ذلك أن الثقافات الغربية الحديثة تعلي من شأن الفردية والاستقلالية والكرامة الشخصية بوصفها قيما أساسية، بينما تنظر بعض الثقافات الأخرى إلى تماسك الجماعة أو إرضاء الآلهة كقيم أكثر أهمية. وقد تنظر جماعة معينة إلى الخنوع والتواضع والخضوع للجماعة بوصفها قيما بينما تؤكد جماعات أخرى على البطولة والكبرياء. قد تؤدي مثل هذه الفروق في المفاهيم والقيم والممارسات الأخلاقية أيضا إلى فروق في الإدراك الخلقي والحساسية الخلقية.
أما النسبية الأخلاقية المعيارية فهي الدعوى القائلة بأن ما هو صواب أو عادل أو فاضل أو خير إنما هو كذلك داخل إطار أخلاقي معين وبالنسبة إليه فحسب.
والحق أن النسبية الأخلاقية هي موضوع قائم بذاته، ومتداخل إلى ما يقرب من التماهي مع موضوع النسبية الثقافية. وقد أفردنا له فصلا خاصا يبين ما لها وما عليها، وفقا لتحليل مفصل لواحد من كبار مؤيدي النسبية الأخلاقية هو جراهام سمنر، وآخر من كبار مناوئيها هو ولتر ستيس. (6) «نسبية الدلالة/المعنى (النسبية السيمانتية)
Bog aan la aqoon