============================================================
عمار البدليسي (وإذا قرأت القران جعلنا بينك ويين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مشتورا} (القرآن الكريم 45/17) .
وطائفة صوم قلوبهم من كل داخل من الخطرات الحميدة الجيدة المأمورة بالخير، المقبولة في الطريقة والشريعة، إلا أنها لما كان (1) موردهن ومصدرهن من عند غير الله، وجب عليهم حفظ القلوب منهن. لأن قلوبهم الفت واعتادت الشرب من الخواطر الربانية، والكلمات الإلهامية، والنفحات الرحمانية، والواردات الإلهية، والإشارات الغيبية، وجب عليهم الصوم من خواطر الملك، والطبع المستسلم بحكم القلب، والنفس المطمئنة الراضية المسلمة. لأن كل قلب ألف السماع من الله، والقول مع الله، والنظر إلى الله، فإنه إذا أحيل إلى واسطة كأنه نقل من الزلال العذب إلى شرب الكدر المالح. وكيفية هذا الصيام هو التحفظ من هذه الخواطر، حيث 12 لا تدخل القلب. فإن دخول تلك الخواطر يفطر القلب من صومه. وصومه دوام النظر إلى الله، ودوام الوقوف مع الله، ودوام الاستسلام لدى الله.
وكيفية التحفظ في هذا المقام هو الوصول إلى مقام المراقبة فمن 15 لا مراقبة له، لا تحفظ له. ومن لا تحفظ له، لا صوم قلب(2) له. فصوم قلوب هذه الطائفة الثالثة بشهود الله، وفطرهم عند أوان الإفطار على أنواع كشوف الله- وهو سر معنى الخبر: اللصائم فرحتان (3): فرحة عند إفطاره، 211:4 والمعجم المفهرس 28 تحت: غان. وانظر بهجة فصل30، ص15/118 وصوم ص 19/9.
Bogga 10