============================================================
صوم القلب قال، عليه السلام: "الشرك في أمتي أخفى من دبيب النثل"(1) .
أنواع القلوب ): أما قلب عزل عن مراتب الأعمال والأحوال فليس له ذكر في مراتب القلوب. وإنما ذلك مسخر لخدمة النفس الأمارة بالسوء. فمعاصيه جلية ظاهرة.
وقلب، هو مستقيم في مراتب الأحوال، متحقق بالأحوال في الأحوال، فالأحوال صفته. فصومه عن مشاهدة، لا عن مجاهدة، كصوم حارثة - بن مالك الأنصاري )، حين قال: "أشهرث ليلي، واظمأت نهاري"(2). ثم ذكر المشاهدة.
وقلب ثالث هو في طريق الاستقامة، متحفظ بالأحوال. فالأحوال حفظته وحماي(3). فصومه عن مجاهدة وثمرة ولذة، لا عن مشاهدة ومعاينة.
وقلب رابع، ليس بمستقيم، ولا في طلب أن يكون مستقيما. فأغلب الظن أن هذا: كما = أن لا طريق له إلى الأحوال، لا طريق له إلى الأعمال. فصومه صوم الجوارح. وعنه قوله، عليه السلام: لارب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش"(2). فهذا إن سلم له جوعه وعطشه من
Bogga 37