============================================================
عمار البدليسي القوم في الحلال والحرام محبوب القلب والنفس. وذلك من مادة الحقيقة عند انكشاف أنوار البصيرة. فصار عندهم الأعمال ظاهرا وباطنا. لأنهم لما 3 حفظوا لوازم الشرع في الأعمال، ودققوا النظر في طريق طلب له أحوال، كشف الله لهم عن باطن أسرار الأحكام، وعرفهم علوم الافات، وجعلهم من علماء المعاملات، - و حصل لهم في الأحكام تصرف ونظر، (213) 6 فما من حكم من أحكام الشرع إلا ولهم فيها باطن وحقيقة وأسرار، فالصوم(1) عندهم كذلك، إذ لهم(2) صوم وحقيقة صوم. فالصوم هو الواجب الشرعي على ظاهر العبد وباطنه.
وحقيقة الصوم هو صوم القلب، وهو عبارة عن التزام طلب مطلوب واحد، وهو الله تعالى فإذا صام لأجله عن جميع ما سوى الله، شاهد بقلبه الله(3)، ولأجل ذلك حفظ الله قلوبهم عن الاثام الباطنة . إذ د إن م 12 قلوبهم محل نظره، وموطن أنسه. وكما حفظ قلوبهم عن الاثام الباطنة، حفظ جوارحهم عن الاثام الظاهرة.
فالقلوب متفاوتة، وصوم القلوب متفاوت، ومعاصي القلوب متفاوتة.
15 وسنذكر تفاوت القلوب في ثلاثة أصناف من أهل الحقيقة: أهل الإرسال، وأهل الأحوال، وأهل الأعمال.
صوم قلوب أهل الإرسال ك: 8 فقلوب أهل الإرسال من الأنبياء أقرب وأرق وأصفى وأصلب.
وأقرب إلى الله لتقدمه موجودا في علم الله على سائر الموجودات. كما
Bogga 32