============================================================
عمار البدليسي قالبه، والقلب في حكم قبضة وقدرته. والمقدورات في حكم تصرف قلبه، وقلبه لوخ محفوظ: علم الله وعرش تجليه، يراه في مشاهدته ويخبر عنه 3 بمحدثيته. كما ورد في الخبر عن موسى، عليه السلام، قال: "إلهي آين أبغيك؟ فقال: يا موسى، (ه ب) وأي بيت يسعني، وأي مكان يحملني فإن أردت أن تعرف أين أنا، فأنا في قلب الوادع التارك العفيف"(1). وهذه الثلاثة صفة صوم القلب.
فصوم القلب دأب الأنبياء والمرسلين والأولياء الصديقين. ولذلك جعل الله عز وجل آية زكريا، عليه السلام، عند إعطاء الولد صوم ثلاثة أيام، ثم أعطاه الولد، لأن للصيام دعوة مستجابة. ومتى صح صوم القلب، صح صوم البدن. ومتى صح صوم البدن، يستجاب ذعاء العبد. وما(2) لم يصح والإصغاء إلى اللهو واللعب. وكل هذا يقدح في الصوم ويذهب بفضله.
وإذا ذهب فضل الصيام، لم يرتق إلى صوم القلب أبدا: 1 وانما أول شرط صوم القلب هو الدخول في صوم الفرض بموجب الشرائط الشرعية، ثم بالتحفظ من حيث الجوارح والأقوال والخواطر. فإنهم كانوا يكرهون فضول النظر، كما كانوا يكرهون فضول الكلام. وفضول النظر 18 من جملة العفطرات، كذلك فضول الكلام: وهو النظر بشهوة، والكلام في غير طاعة، ويعتزلون من الهموم والخواطر، كما يعتزلون بالظواهر
Bogga 14