Sawarim Muhraqa
الصوارم المهرقة
Baare
السيد جلال الدين المحدث
Sanadka Daabacaadda
1367 AH
قلتم أنهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب فالوصي أعذر فقام إليه بأجمعهم وقالوا يا أمير المؤمنين قد علمنا أن القول قولك ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله تعالى انتهى ومما يعارض دعويهم الإجماع الطوعي على إمامة أبي بكر الإجماع على إمامة معاوية باتفاق الناس بعد تسليم الحسن عليه السلام الأمر له فكانوا بأسرهم مظهرين للرضا بإمامته وتنفيذ أحكامه وكافين عن النكير عليه حتى سمي ذلك العام عام الجماعة وكلما يدعى ههنا من إنكار باطن وخوف وتقية وعدم الطوع والرضا يمكن أن يدعى بعينه فيما تقدم وكذا يعارض أيضا بالإجماع على قتل عثمان وخلعه فإن الناس كانوا بين قاتل وخاذل وكاف عن النكير وهذه إمارات الرضا عندكم ويدل على ما ذكرنا ما سيذكره هذا الشيخ الجامد من أنه لما توفيت فاطمة استنكر علي عليه السلام وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر وأدل من ذلك عبارة صحيح البخاري حيث قال لما توفيت فاطمة عليها السلام تولت وجوه الناس عن علي عليه السلام فضرع إلى بيعة أبي بكر فإن لفظ ضرع صريح الالجاء والاكراه فافهم ويرشد إليه أيضا احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى بما ذكره هذا الشيخ أيضا في هذا الكتاب وكذا الأشعار المنسوبة إليه في ديوانه الشريف الذي جمعه بعض الجمهور والملخص أن الدعوى لا يثبت إلا بالدليل أو بقبول الخصم والخصم وهم الشيعة ينكرون إمامة أبي بكر ولا دليل عقليا ولا نقليا لهم غير الإجماع المذكور وقد عرفت بطلانه آنفا فتكون إمامتهم باطلة وأما ما زعم من أن نزاعه عليه السلام مع أبي بكر كان أولى من نزاعه مع معاوية فساقط جدا بل الأمر بالعكس بطريق أولى فإن الفرق بين النزاع مع الشيوخ الثلاثة التي زعم القوم كونهم مستأهلين للخلافة الحقيقية الإلهية وكونهم من السابقين الأولين من المهاجرين الصديقين وبين النزاع مع معاوية الطليق الذي لم يدرك الإسلام في زمن
Bogga 71