Qaylada Ilmaha
صرخة الطفل: قصة تمثيلية عصرية في فصلين
Noocyada
خليل :
حق، حق والله.
علي :
لست أجد في مصر أصدق ولا أسعد من الفلاح، إنه يشتغل، وامرأته تشتغل، وأمه تشتغل ولو في حراسة الفراخ والبيت. أما المرأة الحضرية فقد صرفناها عن العمل في البيت باسم المدنية والرقي، ثم لم نعط لها عملا فكانت عالة على الرجل، يا ليت أبي ما أرسلني إلى المدارس! يا ليته أخذني معه إلى عزبته أزرع الأرض وأجني ثمرها بيدي، إذن لوجدت لامرأتي عملا. ما هذا العلم الذي يضحك به منا؟ كذب هو أيضا وكلام فارغ، ماذا نعرف نحن من العلم؟ وماذا يعرف سوانا؟ قطرة من بحر. وإذا وجدت متعلما لم تجد اتصالا بين علمه ونفسه، لا أثر له في تكوين خلق له أو عادة أو فكرة، ولا هو زادنا صحة ولا منفعة.
خليل :
ما هذا الكلام؟
علي :
لم أجدني خيرا من أبي وأمي في شيء، صحته سليمة وعصبه قوي هادئ وسعادته موفورة، وسيعيشان من بعدي أؤكد لك، أما أنا فقد كادت أعصابي تتحلل من فرط العمل في المكتب والمحاكم. ثق يا خليل أن الإنسان لم يخلق إلا ليكون حيوانا، وأن الذي ركب فيه من العصب ليس إلا لخدمة جسمانه: لحمه وعظمه وجلده، أما أن تأخذ من عصبك للتفكير والدرس والاختراع والاجتهاد الذهني للمحافظة على مدنية المرأة فلا؛ ولذلك فإننا نموت عادة قبل غيرنا، والرجل قبل المرأة.
خليل :
هذا كله صحيح، ولكن أتدري أنها تقول حقا؟
Bog aan la aqoon