لم يعرف من حاله ما يوجب قبول خبرة، وابن رشدين (١)، شيخ الطبراني قد تكلموا فيه، وعلي بن الحسن الأنصاري (٢) ليس هو ممن يحتج بحديثه والليث ابن بنت الليث بن أبي سليم (٣)، وجدته عائشة (٤) مجهولان لم يشتهر من حالهما عند أهل العلم ما يوجب قبول روايتهما، ولا يعرف لهما ذكر في غير هذا الحديث، وليث بن أبي سليم (٥) مضطرب الحديث، قاله الإمام أحمد بن حنبل.
قال ابو معمر القطيعي: كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم، وقال يحي بن معين والنسائي (٦): ضعيف، وقال السعدي: يضعف حديث وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا يحي بن معين عن يحي بن سعيد القطان أنه كان لا يحدث عن ليس بن أبي سليم.
وقال أحمد بن سليمان الرهاوي، عن مؤمل بن الفضل، قلنا لعيسى بن يونس ألم تسمع من ليث بن أبي سليم؟ قال: قد رايته، وكان قد اختلط وكان يصعد المنارة بارتفاع النهار فيؤذن، وقال ابن أبي حاتم (٧) سمعت أبي، وأبا زرعة يقولان: ليث لا يشتغل به هو مطرب الحديث، وقال أيضًا: سمعت أبا زرعة يقول: ليث بن أبي سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث.
والحاصل أن هذا المتابع الذي ذكره المعترض من رواية الطبراني لا يرتفع به الحديث عن درجة الضعف والسقوط، ولا ينهض إلى رتبة تقتضي الاعتبار والاستشهاد لظلمة اسناده وجهالة رواته، وضعف بعضهم واختلاطه، واضطراب حديثه، ولو كان الإسناد صحيحًا إلى ليث بن أبي سليم لكان فيه ما فيه، فكيف والطريق إليه ظلمات بعضها فوق بعض والله أعلم؟
_________
(١) هو أحمد بنرشدين قال فيه الهيثمي في المجمع ١٠/٢٦ ضعيف.
(٢) لم أعثر على ترجمته فيما لدي من كتب الرجال.
(٣) لم أعثر على ترجمته فيما لدي من المراجع.
(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/٢ بعد ذكره حديث ابن عمر التي هي في مسنده، ولم أجد من ترجمها.
(٥) انظر الميزان للذهبي ٣/٤٢٠ والمجروحين لابن حبان ٢/٢٣٠ والكبير للبخاري.
(٦) انظر الضعفاء للنسائي ص٢٠٩ رقم ٥٣٦.
(٧) انظر الجرح والتعديل ٧/١٧٧.
1 / 73