الاسم، والذين أطلقوا هذا الاسم من العلماء إنما أرادوا به اتيان مسجده والصلاة فيه والسلام عليه فيه، إما قريبًا من الحجرة الاسم، والذين أطلقوا هذا الاسم من العلماء إنما أرادوا به إتيان مسجده والصلاة والسلام عليه فيه إما قريبًا من الحجرة وإما بعيدًا عنها وإما مستقبلًا القبرة وإما مستقبلًا للحجرة وليس في أئمة المسلمين لا الأربعة ولا غيرهم من احتج على ذلك بلفظ روي في زيارة قبره، إنما يحتجون بفعل ابن عمر مثلًا وهو أنه كان يسلم أو بما يروي عنه من قوله ﷺ: «ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد ﵇) (١) وذلك احتاج بلفظ اللام، لا بلفظ الزيادة؛ وليس في شيء من مصنفات المسلمين التي يعتمدون عليها في الحديث والفقه أصل عن الرسول ولا عن أصحابه في زيارة القبر.
أما أكثر مصنفات جمهور العلماء فليس فيها استحباب شيء من ذلك بل يذكرون المدينة وفضائلها وإنما حرم، ويذكرون مسجده وفضله وفضل الصلاة فيه والسفر إليه وإلى المسجد الحرام ونذر ذلك نحو ذلك من المسائل، ولا يذكرون استحباب زيارة قبره لا بهذا اللفظ ولا بغيره، فليس في الصحيحين وأمثالها شيء من ذلك ولا في عامة السنن مثل النسائي والترمذي وغيرهما ولا في مسند الشافعي، وأحمد وإسحاق ونحوهم من الأئمة.
وطائفة أخرى ذكروا ما يتعلق بالقبر لكن بغير لفظ زيارة قبره كما روى مالك في الموطأ عن ابن عمر (٢) أنه كان يسلم على النبي ﷺ وعلى أبي بكر وعمر، كما قال أبو داود في سننه (باب ما جاء في زيارة قبره) وذكر قوله ﷺ: (ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد ﵇) (٣) ولهذا أكثر كتب الفقه المختصرة التي تحفظ
_________
(١) تقدم في ص١٩ حاشية (١)
(٢) هذا الأثر رواه مالك في الموطأ رواية محمد بن الحسن ص٣٣٤ حديث رقم أخبرنا عبد الله بن دينار أن ابن عمر فذكروه ورواه البيهقي ٥/٢٤٥ بلفظ.. يقف على قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يسلم على النبي ﷺ وعلى آله وسلم ويدعو ثم يدعو لأبي بكر وعمر ﵄ ورواه أيضًا إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ص٨٣ برقم ٩٨، ٩٩، ١٠٠.
(٣) تقدم صفحة ٤٦ وصفحة ٦٣ من طريق إسحاق بن محمد بن عبد الله العمري بلفظ (فيضع يده اليمني على قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويستدبر القبلة ثم يسلم على النبي ﷺ وعلى آله وسلم ثم على أبي بكر وعمر.
وهذا الأثر ضعيف ولفظة يضع يده اليمنى على القبر منكرة تفرد بها عبد الله بن عمر عن نافع وهو المكبر الاسم المصغر الرواية والراوي عن العمري هذا هو إسحاق بن محمد الفروي وهو وإن كان روى له البخاري ففيه ضعف قال أبو حاتم: «كان صدوقًا ولكن ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحه وقال مرة (يضطرب) ووهاء أبو داود جدًا فهذه الزيادة المنكرة منه أو من شيخه.
1 / 60