262

Siinka Munki

الصارم المنكي في الرد على السبكي

Baare

عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني

Daabacaha

مؤسسة الريان

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1424 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون فاستسقوا به، كما كانوا يستسقون بالنبي ﷺ في حياته.
وهم إنما كانوا يتوسلون بدعائه وشفاعته لهم فيدعو لهم ويدون معه كالإمام والمأمومين من غير أن يكونوا يقسمون على الله بمخلوق، كما ليس لهم أن يقسم بعضهم على بعض بمخلوق ولما مات ﷺ توسلوا بدعاء العباس واستسقوا به، ولهذا قال الفقهاء، يستحب الاستسقاء بأهل الخيل والدين والأفضل أن يكونوا من أهل بيت النبي ﷺ وقد استسقى معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي، وقال اللهم إنا نستسقي إليك بيزيد بن الأسود، يا يزيد الرفع يديك فرفع يديه ودعا ودعا الناس حتى أمطروا، ولم يذهب أحد من الصحابة إلى قبر نبي ولا غيره يستسقي عنده، ولا به العلماء استحبوا السلام على النبي ﷺ للحديث الذي في سنن أبي داود، عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد ﵇) (١) .
هذا مع ما في النسائي وغيره عن النبي ﷺ أنه قال: «إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام» (٢) وفي سنن أبي داود وغيره عنه ﷺ أنه قال: «أكثروا علي من الصلاة وليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي» فقالوا يا رسول الله: كيف تعرض صلاتنا وقد أرمت أي بليت، فقال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء» (٣) .
فالصلاة عليه بأبي وأمي والسلام عليه مما أمر الله به ورسوله: وقد ثبت في الصحيح أنه قال: «من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرًا، والمشروع لنا عند زيارة الأنبياء والصالحين وسائر المؤمنين هو من جنس المشروع عند جنائزهم، فكما أن المقصود بالصلاة على الميت الدعاء له، فالمقصود بزيارة قبره الدعاء له كما ثبت عن النبي ﷺ في الصحيح والسنن والمسند أنه كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم: «السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ويرحم الله المستقدمين منا

(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه النسائي في سننه كتاب السهو - باب السلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ٣/٤٣ وأخرجه أيضًا الدارمي ١/٣١٧ وأحمد في مسنده ١/٣٨٧، ٤٤١، ٤٥٢ وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي رقم ٢١ جميعًا في حديث ابن مسعود لكنه لفظه، «وإن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام» وسنده صحيح.
(٣) تقدم تخريجه.

1 / 266