فقلت بحيرة : ينبغي أن أتقدم لطلب يدك.
فنظرت فيما أمامها بحيرة ولم تنبس. وكنت في حيرة من أمري فسألتها: كيف .. كيف يخطب الناس عادة؟!
فندت عنها ضحكة رقيقة، وقالت برقة: بوساطة السيدات، أو بالاتصال الشخصي، ألم تدر شيئا عن هذا؟
وذكرني قولها «وساطة السيدات» بأمي، فانقبض قلبي فيما يشبه الذعر. ثم تساءلت: ترى هل أستطيع أن أقوم بما يتطلبه الاتصال الشخصي من لباقة وشجاعة؟ وذكرت عند ذاك أني لا أعرف شيئا عن أبيها فسألتها: هلا تكرمت وأخبرتني عن والدك.
فحدجتني بنظرة ملؤها الشك وغمغمت: ألا تعرف عنه شيئا؟
فقلت ببساطة وصدق: كلا وا أسفاه!
وأدركت أنها كانت تظنني نشطت لمعرفة ما ينبغي معرفته عن الأسرة التي أطمح للاندماج فيها، وعجبت كيف أنني لم أحرك ساكنا طوال عهد حبي، قانعا بالنظر واللهفة واليأس؟! وقالت رباب بلهجة لا تخلو من زهو: جبر بك السيد مفتش ري بالأشغال!
فقلت بإجلال: تشرفت.
واستشعرت ثقل التبعة الملقاة على عاتقي، ولكني لم أجد بدا من أن أقول: سأقابله بنفسي، متى يحسن أن أقابله؟ - في بحر الأسبوع القادم؛ لأنه سيسافر بعد ذلك في رحلة تفتيشية كعادته، هو لا يكاد يغادر البيت عقب عودته من الوزارة.
وكنا قد توغلنا في الطريق طويلا، فاقترحت أن نعود، ودرنا على عقبينا عائدين. ولم نتبادل في عودتنا إلا كلمات قلائل، وكنت من السعادة في حلم، ولكنني لم أغفل لحظة عما أنا مقبل عليه من جلائل الأمور!
Bog aan la aqoon