فقال يوري: «لأي سبب؟»
فأجاب سانين: «أنى لي أن أعلم هذا؟ وماذا يعنيني منه، فضلا عن ذلك إن حياتي معناها خوالجي لذيذة كانت أو غير لذيذة، وكل ما هو خارج عن هذه الحدود فإلى الشيطان به! ومهما تكن النظرية التي نشاء أن نخترعها فهي لا تعدو أن تكون نظرية ولا يمكن أن تخرج عن كونها نظرية. ومن الخرف أن نبني عليها فكرة عن الحياة. ومن شاء فليذهب ذهنه في ذلك أما أنا فإني معتزم أن أحيا!»
فقال إيفانوف مقترحا: «لنشرب جميعا على قوة هذا العزم!»
وقال بيتر لسانين وهو يتأمله بعينيه الضعيفتين: «ولكنك تؤمن بالله أليس كذلك؟ إنه لا يؤمن أحد بشيء في هذه الأيام حتى ولا بما يسهل الإيمان به.»
فضحك سانين وقال: «نعم أؤمن بالله. ولقد آمنت به طفلا ولا حاجة إلى المنازعة في أسباب ذلك أو تأييدها. والحقيقة أنه ليس أجدى علينا من الإيمان، فإذا كان الله موجودا تقدمت إليه بأصدق الإيمان وأخلصه. وإذا لم يكن له وجود كان ذلك خيرا لي.»
فقال يوري: «ولكن كل حياة تقوم على الإيمان أو عدم الإيمان.»
فهز سانين رأسه وابتسم مغتبطا وقال: «كلا، إن حياتي ليست بقائمة على شيء من هذا القبيل.»
فسأله يوري وقد تداعت قوته: «على أي شيء تقوم حياتك إذن؟»
وقال لنفسه: «آه، ينبغي أن أكف عن الشرب.» ومسح جبينه البارد الرطب بكفه ولم يسمع ما قال سانين ردا عليه، فقد كان رأسه يدور وغلبته الخمر على أمره برهة.
وقال سانين: «إني أعتقد أن الله موجود وإن كنت لست على يقين جازم مطلق. وسواء أكان موجودا أم غير موجود فإني عاجز عن تصوره، ولا أستطيع أن أعرف هذا حتى لو كنت أحر الناس إيمانا به، إن الله هو الله ولما كان غير آدمي فلسنا نستطيع أن نجري عليه المقاييس الإنسانية، إن عالمه المخلوق المحيط بنا شامل لكل شيء: للخير والشر، وللحياة والموت، وللجمال والقبح - كل شيء في الواقع - ولذلك يعجزنا كل معنى وكل تعريف محدود لأن معناه غير إنساني وآراؤه في الخير والشر ليست بإنسانية، ولا معدى لنا عن أن تكون فكرتنا عن الله وثنية في صميم أمرها وليس يسعنا إلا أن نكسو معبودنا السحنة والثوب الملائمين للأحوال الجوية في بلادنا التي نعيش فيها - سخافة - أليس كذلك؟»
Bog aan la aqoon