90

ثم طاف بأذهان الجميع فجأة خاطر فظيع لا سبيل إلى مغالبته ونفيه: «أما لو أنه انتهى الأمر بسرعة! لو أن سمينوف يعجل بالموت!»

ولكن الخوف والخجل دفعاهم إلى كتمان هذه الرغبة والاكتفاء بتبادل النظرات الضعيفة.

فقال سانين بصوت منخفض: «أما لو انتهى كل هذا! فظيع أليس كذلك؟»

فأجابه إيفانوف: «نعم.»

وكان كلامهما همسا، ومن الجلي أن سمينوف لم يكن يستطيع أن يسمعهما غير أن الحاضرين بدت عليهم أمارات الاشمئزاز والاستفظاع.

وهم شافروف أن يقول شيئا ولكن صوتا جديدا شاكيا - لا سبيل إلى وصف ما انطوى عليه من ألم - دوى في الغرفة وأرسل الرعدة في الموجودين. ذلك أن سمينوف أخرج هذا الصوت: «اي ... اي ... اي ...»

وكأنما اهتدى إلى طريقة يطلبها للتعبير والنطق فمضى يخرج هذا الصوت الممطوط لا يعوقه إلا نفسه المحشرج المخنوق.

ولم يدرك الحضور في أول الأمر ماذا حدث له. ولكن سينا ودوبوفا بكتا.

واستأنف القسيس ترتيله في بطء واحتفال وظهرت على وجهه السمين الطيب دلائل العطف والانفعال.

ومضت دقائق. وكف سمينوف فجأة عن التوجع وهمس القسيس أن قد قضي الأمر.

Bog aan la aqoon