فقال يوري لنفسه: «يا لها من غرارة كغرارة الأطفال؟»
ولكن وجود سينا وما وفق إليه هو من النجاح جنحا به إلى التسامح. والواقع أن بساطة شافروف وسذاجته وقعا من نفسه وأشعراه بعض العطف عليه.
ولما صاروا في الشارع سألتهم دوبوفا: «والآن أين نذهب؟»
وكان الظلام في الشارع مثله في الحجرة ولم يكن في السماء إلا بضعة نجوم مضيئة.
وقالت دوبوفا ليوري: «أنا وشافروف ذاهبان إلى أسرة راتوف، فهل لك أن ترافق سينا إلى المنزل؟»
أجاب: «بسرور.»
وكانت سينا ودوبوفا يسكنان بيتا واحدا قائما وسط حديقة كبيرة مجدبة المنظر. وكان حديث سينا ويوري أثناء رواحهما دائرا حول المحاضرة ووقعها في نفوس السامعين.
فزاد اقتناع يوري بأنه أتى عظيما وفعل شيئا مجيدا.
ولما بلغا البيت قالت سينا: «هل لك أن تمكث معي برهة؟»
فقبل يوري مسرورا وفتحت الباب واجتازا الفناء المعشوشب وكانت الحديقة تلوه. فقالت سينا ضاحكة: «اسبقني إلى الحديقة. ولقد كان بودي أن أدخلك المسكن ولكنه ليس على ما ينبغي من النظافة والنظام، فإني لم أعد مذ زايلته في الصباح.»
Bog aan la aqoon