وأراد سانين أن يناديه ولكنه رد نفسه واقتصر على الابتسام مرتئيا أن من الخرف أن يمزق نوفيكوف شعره وأن يبكي لأن امرأة يشتهي جسمها لم تشأ أن تبذله له، وسره في الوقت نفسه أن أخته الجميلة لا تحفل بنوفيكوف.
وظلت ليدا لحظة وهي جامدة في مكانها. وكان خيالها الأبيض في ضوء القمر قيد لحظ سانين.
ثم خرج سارودين من الحجرة المضاءة إلى الشرفة.
وكان سانين يسمع صوت مهمازه بوضوح.
وظل تاناروف في الغرفة يوقع لحنا شجيا عتيقا جعلت أنغامه المملة تسبح في الجو.
ودنا سارودين من ليدا ولف ذراعه بلطف وحذق حول خصرها.
ورآهما سانين يلتصقان حتى صارا شخصا واحدا يترنح في الضوء الغائم. وهمس سارودين في أذنها: «ما بالك تفكرين؟»
والتمعت عيناه لما لامست شفتاه أذنها اللطيفة الجميلة.
وشاع في نفس ليدا الطرب والخوف معا ودبت في عودها هزة كانت تحسها كلما عانقها سارودين. وكانت لا يخفى عنها أنه دونها ذكاء وتهذيبا وأنه لا قبل له بالاستبداد بها والغلبة عليها، غير أنها في الوقت نفسه سرها وأفزعها أن تدع هذا الشاب الوسيم القوي يلامسها. وكأنها تنظر إلى هاوية سحيقة ملتاثة الأمر وحدثتها نفسها أنها تستطيع أن تلقي بنفسها فيها إذا شاءت فقالت بصوت لا يكاد يسمع: «سيروننا.»
ولم تشجعه على احتضانها ولكنها على هذا لم تنفر منه فهاجه منها هذا الإمكان السلبي.
Bog aan la aqoon