فصاح فون دايتز مغضبا: «ماذا تعني بقولك ظهر أنها كذلك؟ إن للمسيحية المستقبل وفي الإشارة إلى أنها عتيقة ...»
فقاطعه يوري بحدة: «ليس للمسيحية مستقبل. وإذا كانت لم تنتصر وهي في أوج نشوئها بل صارت آلة في أيدي عصابة من الدجالين، فمن السخافة المطبقة أن نتوقع منها معجزة في هذه الأيام التي عاد حتى اسم المسيحية فيها مضحكا. إن التاريخ لا يرحم وكل ما يخرج من الميدان لا يسعه أن يكر إليه.»
فصرخ فيه فون دايتز: «هل تريد أن تقول إن المسيحية خرجت من الميدان؟»
فمضى يوري في كلامه معاندا: «أعني ذلك على التحقيق. وأراك تعجب لذلك كأن مثل هذه الفكرة مستحيلة. كما أن شريعة موسى قد بادت وكما أن بوذا وآلهة الإغريق قد غبروا كذلك ذهب المسيح. هذا قانون النشوء فماذا يدهشك؟ أتؤمن بألوهيته؟»
فقال فون دايتز وقد ساءته لهجة يوري أكثر مما ساءه السؤال: «كلا لا أؤمن بألوهيته.»
فسأله يوري: «إذن فكيف تقول إن إنسانا يستطيع أن يخلق سننا أبدية؟»
وحدث نفسه إن فون دايتز «قدم غبي» وارتاح إلى الاقتناع بأنه دونه ذكاء بمراحل وأنه يعجز عن فهم ما هو واضح وضوح الشمس.
فقال فون دايتز وقد تحمس بدوره: «لنفرض أن هذا كذلك، فإن المستقبل على الرغم من هذا الفرض ستكون قاعدته المسيحية. ذلك لأنها لم تفن. ولكنها كالبذرة في التربة ...»
فقاطعه يوري وبه بعض الارتباك والغضب لارتباكه: «لم أكن أتكلم عن هذا، وإنما أردت أن أقول ...»
فقال: «عفوا فإن هذا هو ما قلته.»
Bog aan la aqoon