وثبت ضفدعة في الطريق ورجلاها ممدودتان
تلك كانت أغنيتها وهي تنظر إلى ضفدعة صغيرة تثب في الطريق الزل ثم عادت تحدث نفسها بعد أن اختفت الضفدعة بين الحشائش: «نعم أنا شقية وقد قضي الأمر. وما كان أحلى ما مر بي من عهد حبي هذا وأحفله بالغرائب الممتعة أما هو ... فلم يكن الأمر في نظره إلا مسألة عادية مألوفة! وأحسبه لهذا كان يحاذر أن يحدثني عن ماضيه! وهذا أيضا فيما أظن سر ما كان يبدو لي من غرابة شأنه ومن هيئة التفكير التي كانت تلازمه. كأنما كان يقول لنفسه أبدا: «إني خبير بهذا وأنا أعرف ما تحسينه وأستطيع أن أتكهن بالنتيجة.» بينما كنت أنا طول هذا الزمن ... آه ما أفظع هذا وأشنعه! ألا لن أحب أبدا بعد ذلك!»
ثم بكت مرة أخرى وأسندت خدها إلى الزجاج البارد وشخصت بعينها إلى العماء السائر ولم تكف عن مناجاة نفسها: «ولكن توليا سيحضر للغداء اليوم!»
وارتجفت لهذا الخاطر: «فماذا عسى أن أقول له؟ ماذا ينبغي لمثلي أن يقول لمثله في هذه الأحوال؟»
وفتحت فمها وأتأرت نظرها إلى الحائط: «لا بد لي من سؤال يوري في هذا. إيه ما أطيب يوري وأقومه!»
وجالت دموع العطف في عينيها. ولما كانت لم تألف أن ترجئ أمرا ما فقد خفت إلى أخيها في غرفته حيث ألفت معه شافروف يناقشه في ما لا تعلم فوقفت مترددة في الباب وقالت بشيء من الذهول: «عما صباحا.»
فأجابها شافروف: «عمي صباحا! تفضلي بالله يا لياليا! إنه لا غنى لنا عن عونك في هذا الأمر.»
فلم يفارقها ارتباكها وأطاعت وجلست إلى المنضدة وجعلت تعبث بأصابعها ببعض الأوراق الخضراء والصفراء المكومة فوقها.
والتفت إليها شافروف التفاتة من يهم بجلاء معضل وقال: «المسألة هي أن كثيرين من زملائنا في كورسك في ضيق وكرب شديدين، ولا بد لنا من بذل كل ما يسعنا بذله لمساعدتهم، ومن أجل هذا فكرت إحياء ليلة فهل توافقين؟»
فأذكرها سؤاله وعباراته المألوفة ما جاءت من أجله إلى أخيها فنظرت إليه بعين ملؤها الأمل وقالت وهي تعجب لماذا يتقي يوري لحظها: «لم لا؟ إنها فكرة حسنة جدا!»
Bog aan la aqoon