112

ولم يفهم يوري في أول الأمر ما أراد صاحبه الذي عاد فقال: «إن هناك بضع فتيات حسانا كما تعلم. ما قولك؟ أنعود؟»

فصبغ الحياء وجه يوري وشاعت في كيانه هزة شهوة حيوانية ومثلت لعينيه ولخياله الملتهب صور مغرية ولكنه ضبط نفسه وقال بصوت جاف: «كلا! لقد آن أن نكون في البيت الآن.»

ثم زاد على ذلك بخبث: «لياليا تنتظرنا.»

فتداعى ريازانتزيف وقال: «نعم. نعم بالطبع. نعم يجب أن نكون في البيت الآن.»

وقرض يوري أسنانه وحدق في ظهر صاحبه العريض تنسجم عليه الجاكتة البيضاء وقال متحديا مناصبا: «لست أحب المغامرات التي من هذا القبيل.»

فأجابه ريازانتزيف ضاحكا في فتور: «كلا! كلا! أعلم ذلك! هاها!»

ثم صمت. وقال لنفسه: «قاتلني الله. ما أغباني!»

وسارا بالمركبة إلى البيت دون أن ينبسا بحرف آخر، وكان يخيل إليهما أن الطريق لا آخر له ولما وصلا قال يوري دون أن يرفع رأسه: «ألا تدخل معي؟»

فقال ريازانتزيف مترددا: «أ.. أ.. لا! إن علي أن أعود مريضا. والوقت متأخر كذلك.»

فنزل يوري ولم يعن بأن يأخذ البندقية أو الطيور وكأنما صار يمقت كل شيء مما يتعلق بريازانتزيف فصاح به هذا: «لقد نسيت بندقيتك.»

Bog aan la aqoon