Sanduuq La Yatiisii Riyooyinka
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
Noocyada
يدور عقلي مع التواءات تلك الأسطوانات الرفيعة، فأتعجب لطبيعتها التي منحتها تلك التقسيمات الأنثوية، ولمساتها السخية في نعومتها كوجه وليد، فتتداعى لذهني صور النبتة المقعدة التي حرمت من سيقانها، فيما ظلت هذه وفية لجيناتها الصابرة والقادرة على التحمل.
تفيقني أمي بصدى صوتها يتردد في جنبات المنزل، كأحد إجراءات هذا الطقس الأسبوعي. أتابع شرر نظراتها، وأحاول تجنبها محتمية بأحلام يقظتي الصغيرة مثل عمري؛ فهي تفقد في يوم التنظيف، بسبب تعبها وجسدها المتهالك، كثيرا من هدوئها الهش؛ فأحاول ألا أتدخل إلا حينما تطلب، وفي حدود المسموح لي.
تأتي الدعوة آمرة من فم أمي، فتضيع كل رجاءاتي هباء. تتشبث أصابعي القصيرة بهذا الطرف المنسوج وعناقيده المتدلية، ثم يبدأ الضرب ، فأرتطم ككرة صغيرة بمحيط دوائر الخوف المثيرة والمتعاقبة. ماذا ستفعل بي لو أصابت أصابعي؟ هل يمكن أن يتطاير أحد أجزائه على غرار الأفلام الأجنبية؟ وهل ستوبخني أمي حينها أم ستنشغل بالبحث عن الجزء الهارب مني؟
تستحيل أحلامي كوابيس مع بداية الارتعاش الذي تسببه الضربات في هذا السور الذي يحمل سجادتنا كمقصلة لتنفيذ عقوبتها الأسبوعية، فأتمنى أن تصير قدمي وتدا مثبتا في الأرض، فلا يخلعه أشد الاهتزازات، وتزداد وتيرة تساؤلاتي.
يزيد هلعي؛ فلا أفقه إن كان بسبب اهتزازات البلاط أم اختلاجات جسدي. تبدأ عيناي في الذهول، ويغيب عقلي في ترنيمة أخرى؛ لعلها تهدئ من روعي. وأخيرا، لا أرى وجه أمي أو خيزرانتها.
تهزني أمي بشدة، فأفتح عيني بتراخ. يواجهني هلعها وفي يدها زجاجة عطرها. تفتش في أنحاء جسدي وروحي عن سبب لهذا العطب المفاجئ، بلا أمل للإجابة.
امتنعت أمي عن طلبها الأسبوعي منذئذ، ولم تعد تعلق على أحلام يقظتي، لكن هلعي من الاهتزازات ما زال مستمرا.
بائع الكلام
يبدأ المؤتمر الصحفي، يرسم على وجهه ملامح الجدية، يلقح حديثه بكلمات إنجليزية تناسب بذلته «السينيه». على يساره ترتكز لوحة إلكترونية كبيرة، عليها رسومات بيانية، وأمامه تستلقي أوراق، يخط بأحمره على أرقام وبيانات لتأكيد نجاحات المؤسسة.
تصله رزمة الأسئلة، وبحركة اعتيادية يفضها بتأن وهو يتابع بيانه. وسط القصاصات يأتي دورها، لا تختلف في الشكل عن غيرها. يفتحها، فتصدم عينيه؛ جريئة وصريحة، والأسوأ أنها تقطر صدقا.
Bog aan la aqoon