Sanaahider iyo Dugsiyada Ciidanka Xilliga Maxamed Cali Basha
الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا
Noocyada
أسس هذا المعهد المفيد الكولونيل الإسباني، دون أنطونيو دي سيجويرا، وهو الذي أوحى إلى إبراهيم باشا فكرة وجود مدرسة خاصة بالمدفعية لتخريج ضباط أخصائيين في هذا السلاح؛ إذ قدم منذ أربع سنوات مشروعا صدق على جميع محتوياته، فأسست المدرسة على مقتضاه منذ هذا الوقت، وانتخب لها ثلاثمائة طالب من مدرسة قصر العيني الابتدائية، يتعلمون فيها مبادئ اللغات الفرنسية، والإنجليزية، والإيطالية.
وكان يعطيهم الكولونيل دي سيجويرا نفسه دروس الرياضة والرسم، عدا معلمين آخرين، يعلمونهم ويدربونهم على كيفية استعمال المدافع، فتقدموا تقدما سريعا في العلوم النظرية والعملية، وأظهر الذين أرسلوا منهم في الجيش المغير على سورية نشاطا فائقا ومهارة عظيمة، كما أظهرت المدفعيتان الثقيلة والخفيفة مثل هذا النشاط والمعرفة التامة، خصوصا ضباطهما الذين كانوا ذوي كفاءة ودراية عظيمة بفنهم.
والوالي الذي لا يجهل فائدة مدرسة طرا المدفعية، أراد أن يرى بعيني رأسه نتائجها، فزارها، ثم أبدى سروره وارتياحه من أساتذتها ونظامها ومعداتها، وأظهر ذلك الارتياح بإنعامه في نفس يوم الزيارة على الكلونيل دي سيجويرا برتبة البكوية، وترقيته إلى رتبة جنرال.
ويوجد بالقرب من هذه المدرسة في حظيرة بطرا أربع وعشرون بطارية من المدافع، وفي هذه المدرسة مستشفى خاص يديره أحد الأطباء، ويساعده في ذلك صيدلي؛ لأجل معالجة المرضى. (1-6) مدرسة الموسيقى بالخانقاه
أراد محمد علي أن يكون نظام جيشه كنظام الجيوش الأوروبية، فأمر أن يكون لكل ألاي من الجيش موسيقى، وكلف مندوبيه بفرنسا أن يستحضروا آلاتها، وينتخبوا معلميها، وقد كان ذلك، وقام هؤلاء المعلمون بتعليم هذا الفن للمصريين في زمن وجيز، حتى إن المهارة التي كان يوقع بها الفلاحون المصريون النغمات الموسيقية على النوتات أدهشت جميع الفنيين، وخصوصا الأجانب من جميع الجنسيات، الذين كانت تجذبهم إلى شواطئ النيل شهرة محمد علي، فكانوا يأتون أفواجا لزيارتها، حتى أصبحت هدفا لأنظار أوروبة.
لذلك أسس في الخانقاه معهدا للموسيقى يسع مائة وثلاثين تلميذا، تحت نظر مسيو كاريه، وقام بتدريس هذا الفن فيه أربعة معلمين، دفعتين في اليوم، وبتعليم اللغة العربية معلمون آخرون، وإذا احتاجت ألايات المشاة إلى موسيقيين أمر ناظر الحربية فعمل امتحان لهؤلاء التلاميذ، ومن كان منهم أكثر معرفة فضل على غيره، وألحق بالفرق التي في احتياج إلى موسيقيين. (1-7) مدرسة قصر العيني الابتدائية
هذا البناء الواسع المشيد على شاطئ النيل بين القاهرة والفسطاط كان بادئ بدء محل نزهة ولهو، ثم حوله الفرنسيون إلى مستشفى ذي حصون، وفي إحدى قلاعه وضع رفات القائد الشهير كليبر، ثم غير الترك وضع هذا البناء، وحولوه إلى ثكنة للفرسان، وبعد ذلك أضاف إليه محمد علي مباني جديدة جعلته أكبر مما كان. وفيه الآن ثمانمائة طالب تتراوح أعمارهم بين عشر سنين وخمس عشرة سنة ينتسبون إلى أسر تركية ومصرية. وقد اختير لهم معلمون للغات العربية والتركية والفارسية. وهذه المدرسة إعدادية تؤهل طلبتها للالتحاق بمدارس الطب والمشاة والفرسان والبحرية، وفيها مكتبة تحتوي على خمسة عشر ألف مجلد لمؤلفين فرنسيين وإيطاليين. (2) معامل القلعة وتوابعها
منذ عشر سنوات كانت هذه المعامل شيئا لا يذكر، ولكنها الآن متسعة الأرجاء، وأقسامها الواسعة تشغل جزءا عظيما من القلعة يمتد من قصر صلاح الدين القديم إلى باب الإنكشارية الذي يطل على ميدان الرميلة. وهي تحت إدارة قائد المدفعية أدهم بك، ويشتغل فيها تسعمائة صانع في معامل الأسلحة، يصنعون في الشهر من ستمائة إلى ستمائة وخمسين بندقية. والبندقية الواحدة تتكلف اثني عشر قرشا. ولرؤساء الصناع مرتبات ثابتة، وللعمال أجر يومية.
وفي مصنع خاص تصنع زناد بنادق المشاة، وسيوف الفرسان ورماحهم، وفي معامل أخرى تصنع النيازك «الفواشيك» وحمائل السيوف، وكل ما يتعلق بمعدات المشاة والفرسان، وكذلك اللجم والسروج وملحقاتها. وصناديق المفرقعات ومواسير البنادق تشغل مكانا متسعا جدا. أما أهم هذه المعامل فهو معمل صب المدافع الذي يستدعي بذل مجهود كبير، وانتباه أكبر، ويصنع فيه من ثلاثة مدافع إلى أربعة من عيار أربعة وثمانية أرطال في كل شهر.
وفي بعض الأحيان يصب فيه مدافع الهاون ذات الثماني بوصات، ومدافع من هذا النوع يبلغ قطرها أربعا وعشرين بوصة. وعماله لا يقلون عن ألف وخمسمائة عامل، يستهلكون كمية عظيمة من الحديد والفحم، ولا غرابة في ذلك، فكل وال له جيش عرمرم ومدفعية جسيمة يجب أن يكون له معامل كهذه فيها كل ما يلزم لتموين تلك القوات. (3) معمل البنادق في الحوض المرصود
Bog aan la aqoon