Samt Nujum
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Baare
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
taariikh
وَكَانَت تشبهها فِي جمَالهَا وكمالها وَقَالَت لَهَا يَا بنية إِنِّي احسن بِالْمَوْتِ الَّذِي أَخذ أَبَاك وَقد اضْطربَ جسمي وطار نومي وخفق فُؤَادِي خمري رَأْسِي وشدي عَليّ ثِيَابِي وطهري بَيْتِي ومصلاي ومحرابي وفراشي وَمَا حَولي فيوشك أَن يحضرني رسل رَبِّي وَرُبمَا غلب من هول مَا ينزل بِي فيتغير عَقْلِي وينكشف بعض بدني فَلَا تغفلي عني وَلَا تفتري عَن ذكر الله عِنْد رَأْسِي فَإِذا أَنا مت فغمضي عَيْني وشدي لحيي إِلَى رَأْسِي وسجيني بثوبي وخمري رَأْسِي ووجهي واستقبلي بِهِ قبْلَة رَبِّي ومددي أعضائي أَي بنية أحس روحي من كل عرق تجذب وَمن كل عظم تنتزع وَنَفْسِي كَأَنَّمَا تخرج من سم الْخياط وَكَأَنِّي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَإِذا خرجت روحي فتولي أَنْت غسْلي بِالْمَاءِ والسدر وترا وكفنيني فِي أطهر أثوابي وذري عَليّ شَيْئا من الطّيب الَّذِي لَا لون لَهُ وَعَلَيْك بِالدُّعَاءِ عِنْد موتِي وَعَلَيْك بِحِفْظ بعلك وَرَحْمَة ولدك والتحنن على إخْوَتك وَقلة الْمُخَالفَة لَهُم وَالله خليفتي عَلَيْك ثمَّ تَوَجَّهت إِلَى الْقبْلَة وبكت وَقَالَت الهي أمتك وَأم نبيك مُحَمَّد
إِلَّا مَا هونت على أمتك سَكَرَات الْمَوْت يَا رب وَالْحيَاء مِنْك يَمْنعنِي أَن أَسأَلك مَا سَأَلَك آدم عِنْد مَوته من ريحَان الْجنَّة وثمارها فَبَكَتْ الْمَلَائِكَة لَهَا وَسَأَلت الله أَن يهون عَلَيْهَا الْمَوْت فَقَالَ أَنا أرْحم بأمتي مِنْكُم وَأَنا أرْحم الرَّاحِمِينَ وَأوحى الله إِلَى رضوَان أَن يخرج من حور الْجنَّة عشرَة بريحان وثمار ويبشرنها بِالرِّضَا وَالْمَغْفِرَة وَالْعود إِلَى الْجنان فخرجن بأيديهن أطباق الذَّهَب والياقوت مخمرة بمناديل من الإستبرق من ثمار الْجنَّة ورياحينها ويبشرنها بِالْجنَّةِ فَوَضَعته على عينهَا وشمته وبكت وَقَالَت أَلَيْسَ رَبِّي رَاضِيا عني فَقُلْنَ بلَى يَا حَوَّاء وَأَنت صائرة إِلَى الْجنَّة حَيْثُ صَار آدم فَخفف عَن حَوَّاء بِهَذِهِ الْبشَارَة وَهَبَطَ ملك الْمَوْت وَأمره الله أَن يسهل عَلَيْهِ فَمَاتَتْ حَوَّاء صلوَات الله عَلَيْهَا فبكين بناتها وفهوائيل فعلت مَا أَمَرتهَا وَأنزل الله كفنًا وخيوطًا من الْجنَّة فكفنتها فِيهِ فهوائيل وأعلمت إخوتها فصلى عَلَيْهَا ابْنهَا شِيث كَمَا صلى على أَبِيه آدم ثمَّ دَفنهَا بِالْقربِ مِنْهُ وَكَانَ مَوتهَا يَوْم الْجُمُعَة وبكت عَلَيْهِمَا السَّمَاء وَالْأَرْض وَجَاء إِبْلِيس لَعنه الله إِلَى قبريهما وَبكى عَلَيْهِمَا مَلِيًّا وانتحب ثمَّ قَالَ يرثيهما بِهَذِهِ الأبيات // (من
1 / 119