Samt Nujum
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Baare
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
taariikh
لتحمله على أكتافها ليَكُون عَالِيا عَلَيْهَا وَيَقُولُونَ قدوس قدوس واصطفت الْمَلَائِكَة عشْرين ألف صف وَأعْطى آدم من الصَّوْت مَا بَلغهُمْ وَوضع لَهُ مِنْبَر الْكَرَامَة وَعَلِيهِ ثِيَاب من السندس الْأَخْضَر وَعَلِيهِ ضفيرتان مرصعتان بالجوهر محشوتان مسكًا وعنبرًا من فرقه إِلَى قَدَمَيْهِ على رَأسه تَاج من الذَّهَب لَهُ أَرْبَعَة أَرْكَان فِي كل ركن درة يغلب ضوءها الشَّمْس وَفِي أَصَابِعه خَوَاتِم الْكَرَامَة فانتصب قَائِما وَسلم فأجابته الْمَلَائِكَة فَصَارَ ذَلِك سنة ثمَّ خطب فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يزل فَصَارَ سنة أَيْضا ثمَّ ذكر علم السَّمَوَات وَالْأَرضين وَمَا بَينهمَا بعد أَن أثنى على الله بِمَا هُوَ أَهله فَجعل يُخْبِرهُمْ باسم كل شَيْء من الْبر وَالْبَحْر حَتَّى الذّرة والبعوضة فتعجبت الْمَلَائِكَة من علمه وسبحت وقدست فَقَالَ الله تَعَالَى ﴿ألم أقل لكم إِنِّي أعلم غيب السَّمَاوَات وَالأَرْضِ﴾ الْبَقَرَة ٣٣ ثمَّ نزل من منبره وَقد زَاده الله من نوره أضعافًا وَفِي ذَلِك دلَالَة على ارْتِفَاع قدر آدم عَلَيْهِم وَعَن أبي عبد الله أَنه قَالَ سجدت الْمَلَائِكَة لآدَم وَوَضَعُوا جباههم على الأَرْض وَعنهُ أَنه لما أَمر إِبْلِيس بِالسُّجُود فَقَالَ يَا رب وَعزَّتك إِن أعفيتني من السُّجُود لآدَم لأعبدنك عبَادَة مَا عَبدك أحد قطّ مثلهَا فَقَالَ لَهُ الله تَعَالَى إِنِّي أحب أَن أطَاع من حَيْثُ أُرِيد وَفِي المروج قَالَ يَا رب أَنا خير مِنْهُ خلقتني من نَار وخلقته من طين وَالنَّار اشرف من الطين وَأَنا الَّذِي كنت مُخْتَلفا فِي الأَرْض وَأَنا الملبس بالريش والموشح بِالنورِ والمتوج بالكرامة وَأَنا الَّذِي عبدتك فِي سمائك وأرضك فَقَالَ لَهُ ﴿اخرُج مِنْهَا﴾ الْآيَة الْأَعْرَاف ١٨ فَسَأَلَهُ المهلة إِلَى يَوْم يبعثون قَالَ بَعضهم فَعِنْدَ ذَلِك تَغَيَّرت خلقته وَنظرت الْمَلَائِكَة إِلَى سوء منظره فَوَثَبت عَلَيْهِ بحرابها يلعنونه وَيَقُولُونَ رجيم رجيم مَلْعُون مَلْعُون فَأول من طعنه جِبْرِيل ثمَّ الْمَلَائِكَة من جَمِيع النواحي وَهُوَ هارب بَين أَيْديهم حَتَّى ألقوه فِي الْبَحْر الْمَسْجُور واضطربت الْمَلَائِكَة وارتجت السَّمَوَات من جراءات إِبْلِيس فِي مُخَالفَة أَمر الله تَعَالَى وَقد كَانَ السُّجُود لله وَالطَّاعَة لآدَم وَلَكِن ظن لَعنه الله أَن التَّفَاضُل بالأصول فَأَخْطَأَ فِي الْقيَاس على أَن الطين الَّذِي خلق مِنْهُ آدم أنور من النَّار
1 / 85