170

Samt Nujum

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Baare

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

taariikh
مضاض وَهُوَ هُنَا لوالده قَالَ وَيُمكن الْجمع بِأَن يكون وَلَده تمثل بِمَا قَالَه وَالِده لما فارقوا مَكَّة ثَانِيًا وَالله أعلم بالحقائق فأقامت جرهم فِي ولَايَة الْبَيْت ثَلَاثمِائَة سنة ثمَّ أخرجهم مِنْهَا بَنو بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة لأَنهم رَأَوْا استحلال جرهم لحُرْمَة الْبَيْت حَتَّى إِنَّه فسق رجل مِنْهُم بِامْرَأَة فِي جَوف الْكَعْبَة فمسخا حجرين فوضعتهما خُزَاعَة بعد ذَلِك أَحدهمَا على الصَّفَا وَالْآخر على الْمَرْوَة بعد أَن كَانَا فِي جَوف الْكَعْبَة وهما اساف ونائلة فَقَامَ فهيم مضاض بن عَمْرو بن الْحَارِث بن مضاض بن عَمْرو خَطِيبًا فَقَالَ يَا قوم احْذَرُوا الْبَغي فقد رَأَيْتُمْ من كَانَ قبلكُمْ من العمالقة حِين استخفوا بِالْبَيْتِ فَلم يعظموه أخرجُوا وَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَاد وتمزقوا كل ممزق فَلَا تستخفوا بِحَق بَيت الله يخرجكم الله تَعَالَى مِنْهَا فَتَهْلكُوا فَلم يطيعوه ودلاهم الشَّيْطَان بغرور وَقَالُوا من يخرجنا وَنحن اغر الْعَرَب وأكثرها رجَالًا وسلاحا فَقَالَ لَهُم جَاءَ إِذا جداء أَمر الله بَطل مَا تَقولُونَ فَلَمَّا رأى مضاض بن عَمْرو ذَلِك عمد إِلَى غزالين من ذهب كَانَا فِي الْكَعْبَة فِي جبها الْكَائِن بجوفها المجعول لحفظ مَا يهدي إِلَيْهَا من الْأَمْوَال والذخائر والنفائس وَإِلَى مَا فِيهِ من الْأَمْوَال والأسياف المهداة للكعبة فدفنها فِي بِئْر زَمْزَم وَكَانَ قد نضب مَاؤُهَا فحفرها بِاللَّيْلِ وأعمق وَدفن فِيهَا الغزالين وَتلك الْأَمْوَال وطمس الْبِئْر إِلَى أَن أَخذ جَمِيع ذَلِك عبد الْمطلب حِين أرشد إِلَى حفرهَا فِي النّوم بعد ذَلِك وضربها صَفَائِح وَجعلهَا بَابا للكعبة وَاعْتَزل جرهمًا وَأخذ مَعَه بني إِسْمَاعِيل وَخرج من مَكَّة فَجَاءَت بَنو بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة وغسان بن خُزَاعَة وأخرجت جرهمًا من الْبِلَاد وَوليت بَنو بكر أَمر الْبَيْت وصاروا أَهله وجاءهم بَنو إِسْمَاعِيل فَكَانُوا قد اعتزلوا الْحَرْب بَين جرهم وَبَين بني بكر وَلم يدخلُوا بَينهمَا فَسَأَلَ بَنو إِسْمَاعِيل من بني بكر السكني بِمَكَّة فانهم كَانُوا قد اخْرُجُوا مِنْهَا لما كَثُرُوا وانتشروا ونموا وَضَاقَتْ عَلَيْهِم مَكَّة وخئولتهم جرهم هم وُلَاة الْبَيْت وإليهم أمره لَا تنازعهم بَنو إِسْمَاعِيل فِي ذَلِك لخئولتهم وقرابتهم فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِم مَكَّة انتشروا فِي الْآفَاق فَلَا يأْتونَ قوما وَلَا ينزلون منزلا وَلَا يدْخلُونَ بَلَدا إِلَّا أظهرهم الله عَلَيْهِم بدينهم وهم يَوْمئِذٍ على دين إِبْرَاهِيم ﵊ فَأَذنت بَنو بكر لبني إِسْمَاعِيل فِي السُّكْنَى

1 / 223